لقد رأى الله دمعتي
أشعر بالندم يا الهي حتى نخاع العظم من اني ذكرت سواك بالأمس و هتفت بغير اسمك و طافت بخاطري كلمات غير كلماتك. سمحت لنفسي ان اكن مرآة سراب و مستعمرة للأشباح. جهلت مقامي و نزلت عن رتبتي و ترجلت عن فرسي الأصيلة لأركب توافه الأمور و لأمشي مع السوقة و أزحف على بطني مع دود الأرض. خدعني شيطاني و استدرجني إلى مسرح العرائس الذي يديره و إلى تماثيل الطين و الزجاج و الحلى المزيفة. استدرجني إلى بيوت القماش و قصور الورق و قدمني إلى ناس يبتسمون للمصلحة و يحبون للشهوة و يقتلون للطمع و يتزاوجون للتآمر .. رجال وجوههم ملساء مدهونة و نظراتهم خائنة و لمساتهم ثعبانية و نساء تغطيهن المساحيق فلا تبدو ألوانهن الحقيقية و بشرتهن مشدودة و وجوههن مكوية و خطواتهن حربائية و أيديهن تتسلل إلى القلوب يسرقن كل شيء حتى الحقائق. عالم جذاب كذاب يضوع بالعطور و يبرق بالكلمات .. عالم لزج معسول تغوص فيه الارجل كما يغوص النمل في العسل حتى يختنق بحلاوته و يموت بلزوجته. و الأصوات في هذا العالم كلها هامسة مبللة بالشهوة تتسلل إلى ما تحت الجلد و تخترق الضمائر و تأكل الإيمان من الجذور. تذكرتك يا رب و انا أمشي في هذا العالم فشعرت بالغرب