هكذا قال الطبيب يا فرحة اهلي بيا

ترددت كثيراً في عنونة و كتابة هذا الموضوع ليس بدافع الخوف و لكن بدافع انتقاء ما سأكتب و لكي لا اسرد موالاً في مدح او زم اللوائح و القوانين فسوف الج للموضوع مباشرة.

ذهبت اليوم انا و خطيبتي التزاماً بما تنصه قوانين الأسره الجديده بضروره وجود شهادات طبيه لكلا الطرفين لعقد القران، دعني اقول لك انه عند ظهور هذا القرار كنت من المؤيدين بضراوه دفاعاً عن هذا القرار الذي من شأنه ان ينحي الامراض عن الانتشار و دعني اقول لك وجهة نظري عن هذا القرار الخيالي و الذي كنت مقتنع به .

قال لي احدهم ما جدوى ان يتم الكشف على الزوجين طالما الاثنين موافقان على حالتهم الكليه صحيه و اجتماعيه و ماديه ..
فقلت هذا القرار من شأنه العمل على عدم انتشار الامراض المعديه و التي هي تعتبر اوبئه قاتله فمثلا مرض او وباء الايدز تصل في بعض الاحيان فتره حضانته الى السبع سنوات . و هكذا يستطيع احد الطرفين الزواج و نقل المرض للاخر و للاطفال على مرور سبع سنوات دون ان تطرف عين لاحد منهما ولا حتى المريض نفسه و تضيع الاسره و ما خلفها و ما امامها و يبقى المرض المزل في الامر و عموما كله بأمر الله.

و هكذا ختمت الموضوع .

قال لي احدهم : الحمد لله انا فلت من الموضوع ده و متكشفش عليا ؟.
و كنت اردد داخلي ما اقبح الجهل .

حيث كنت اقيس الموضوع من طرفي انا و هو المهم حيث ما بالك ان وجد بي مرض و كان هذا ليس مجرد مرض بل وباء فما ذنب المسكينه التي سأتسبب في مرضها و ما هو اسؤ ( جعل الله كل خير ).

هذه كانت نبذه بسيطه عن دفاعي المستميت من اجل هذا القانون العظيم .

تعالى معي الان لأسرد عليك ما حدث في المستشفى خصوصا مستشفى الحسين التعليمي .
في باديء الامر قال لي من نصب جسده و نظره علي: صورتين شخصيتن لكل منكم و بطاقاتكم .
حسنا، لقد احضرناها، و تأهبت لهذا الموضوع بكل شيء حتى اني كنت ( محتاس ) كيف سيأخذون العينه مني و هي سائل منوي حتى اني مكثت اضرب اخماس في اسداس على ما تخبئه اللحظات القادمه لم يكن لدي مشكله حتى من ان افعل اي شيء لحصولهم على العينه و لكن الحرج كان لباسي في هذه الاوقات .

تدريجاً و سؤالا فسؤال لكل ما اقابله امامي عن اين هي تحاليل الزواج فينظرون لي نظرات هي شذراً و هي ضحكة سخيفه و اخيرا لا مبالاه و يقول لي على الاتجاه، ما ان وصلت لمقصدي حتى طلبوا ورق كشف باطنه اتجهت للخزينه و دفعت و حصلت على الورق و اتجهت للمكان مره اخرى و اخذت مني الممرضه السمينه المصابه بداء ( اكره كل من حولي ولا اشفق الا على جيبي )
فاخذت منا الورق و قالت بكل حنان انتظرا فسيأتي الطبيب حالاً
ها انا ذا قد جائت اللحظه و تأهبت لاعطائهم العينه حتى لو تجردت من ملابسي وسط المرضى بالسل و السرطان لكي اكشف عن عورتي و اساهم في بذل كل ما عندي كي اطبق القانون الذي سعدت به عند صدوره و لكن ...

بعد الانتظار الطويل خرجت الممرضه و ناولتني شهادتين مختومتين مكتوب على كل منها تقرير الطبيب و كان كالتالي:

" خالي من الامراض الباطنه و المستوطنه و الي اخر المديح "
حتى اني تخيلت ان اراى مديح الطبيب على ورقتي انا كالتالي :
" هكذا الرجال انه لفحل و لم يسبق لي ان ارى فحل مثله انه على اتم استعداد ان يتزوج عشره من النساء في ليلة واحده و ان ينجب من كل واحده نسلاً و قوماً اشداء مثله "

يا لها من مهزله.

لم يرى حتى الطبيب وجهي و لم يعرف هل حتى اعرج او اني مجدوف الانف ...
أخذت في الضحك و النظر لكل من حولي و حتى اني نظرت الي خطيبتي و ضحكت حتى اني تخيلت تقول في نفسها .
" ها انا ذا احظى بزوج مستقبل مختل تماما ما اسعدني بين البنات "

و الان من يقول لي عن شعائر القانون المقدس و حرمته التي تنتهك من مطبقيه
اقول لكم انه الجهل و قله الوعي بحقوق الناس و لان الناس حين صدور القانون تعجرفت عليه و نددت بصدور مثل هذه القوانين المخله بالأعراف و التي من شأنها الفضائح ليس اكثر .
ايضا غياب دور الرقابه.

هل كنت انهي موضوعي اليوم بنكد مني على اني ( محبكها ) او كنت استمر في عدم تحريك ساكناً كما هو الحال الان الا من اني ادون عن ما حدث .

اقولها
قمه الملل في العيش في بلد متخلف اهلها هم من جعلوا سلوك حاكميهم هكذا .

ملحوظة :
اضفت بعض التأثيرات على الصوره بالاعلى، و كانت هذه الصوره تعبر عن مدى اهتمام اجدادنا بالموضوع حتى انهم صوروه، و لمن اراد ان يرى الصوره بدون التأثيرات يضغط هنا