احيا لاموت و اموت لاحيا


تقريباً يراودني هذا الاحساس دوماً، حتى حين يراودني اتشدد في شوقي له اكثر فاكثر و اطلبه بتعنت ولا اناله.
و هذه فرضيتي الخاصه جدا فانا اجد في الفناء حياه ناهيك عن كوني مؤمن بالبعث بحكم اني مسلم و لكن هذا من شدة ايماني بان هناك حكمه جليلة من الفناء و الموت عروجاً الى حياه اخرى الى اخرى الى اخرى الى ابد ابدين !

من دخل معي في نقاش حول هذه القضيه سيصطدم بفرضيه فلسفيه فرضتها في عقلي منذ بضعه سنين و هي ان الانسان يعيش اربع حيواة

الحياة الاولى هي حياة النشئه او الحياة البادئه او حياه الكلمه
الحياة الثانيه هي حياه الارض او الحياه المادية او الحياة الجسدية
الحياة الثالثة هي حياة الموت او حياه البرزخ او حياة الروح او حياة النفس
الحياة الرابعه و هي الحياه الابدية او الحياه الازليه حياه الجنه او النار

و ما بين بعض هذه الحيواة و بعض حيواة اخرى هي سقطات وقتيه او كما هي الإعداد للحياه التي بعدها كمثل حياه التكوين او التأهيل و التي بين الحياه الاولى و الثانيه و ستكون هذه الحياه الوسطيه الصغيره جدا او المصغره هي حياة الجنين كما يخبرنا الله في كتابه عن مراحل الخلق داخل الرحم من نطفة و علقه و مضغة الى عظم و لحما الى بث الروح في هذه الكتله الارضيه المتأصله من تراب الارض .

و هناك انواع من تصغيرات هذه الحيواة البينيه و هي تأتي شطحات شطحات لبعضنا تتجلى امامه وراء ستار غليظ مهما رفع عنه الحجاب كمثل رؤيانا في نومنا من احلام و تحرر الجسد الاثيري من اجسادنا الماديه ليعيش حياه مصغره منفصله وقتيه لحظيه ثم يعود بعدها بذاكرته ناقلها الى ذاكرتنا المخيه او لا نتذكر شيئا و العلم الحديث اثبت بان الانسان لابد ان يحلم كل ليلة و لكن الفرق هنا انك تتذكر ما حلمت به او لا تتذكر ..

اما عن ماهية هذه الحيواة الاربع فاقول :

ان الحياه الاولى هي حياة النشئه و التي حدد الله فيها عدد الخلائق جميعا بكلمته كن فيكون و احاط بنتاج ارادتهم الحره علماً و كتب باحاتطه ما قدر لهم في كتاب مكنون و ياتي بعدها فعله الملموس لدينا حين ننتقل الى حياة الارض و حياة النشئه او البادئه هي التي جمع الله نسل ادم جميعا من قبل امام ادم فقد كانوا حينها مخلوقات، قد خيرهم الله وهم لا يذكرون فمن اختار ان يلبس رداء الحكيم فقد كان حكيم و من اختار ان يلبس رداء الجبار فقد كان جبار كمثل هتلر و بديع فليكن دافنشي و هكذا و هذه هي الحياه التكوينيه التي يتكون فيها كل شيء عن ماهيه كل منا وما اخترناه بكامل ارادتنا مع احاطه الله بكل ما نفعل و فعلنا و سنفعل في جميع و كل هذه الحيواة الاربع .

اما الحياة الثانية و هي حياة الارض او الجسد فيها ينتقل الكلمه الى الفعل كمثل ما اقول انا ذاهب الى العمل الان فلقد بني هذا الفعل في الماضي و صار مفعول ككلمه اني ذاهب للعمل و لكن حين اذهب للعمل قد بنى في الواقع و الفعل و هو هذا الحال الان في الحياه الثانيه ننتقل من الحياه الاولى البادئة و التي نكون فيها كلمه و ارواح الى حياه فعل يُنصب فيها التكاليف الالهيه و الشرائع السماويه لاننا نكون قد اكتملنا الاراده الحره قولا و فعلا و يمتزج الروح بالجسد فتصير الاراده مهيئه تماما للعمل بالتكاليف الالهيه او لرفضها او للتقصير بالعمل بها و حينها يكون على مسمع و مرئى الخلائق، انه جانكيز خان قتل كثير و تعدى و ليكون البشر و التاريخ شاهد على ما فعله و رضوخا للعقل هنا انه قام بكل هذه المجازر طوعا من نفسه مسخِراً جسده.

الحياه الثالثه حياه الموت او حياه البرزخ
ان اتفقنا على ان الجسد اندمج مع الروح في الحياه الثانيه فسننتقل الى الحياه الثالثه لتنقسم على كل فرضيه سابقه في الحياه الثانيه و هو اولا الموت او حياه الموت
نعم ان في الموت حياه و ان لن استطيع ايصال هذه الصيغه العظمى الا ان اقول ان في الموت حياه للكل و الفرد فان الجسد ان مات تحول الى صوره ارضيه تساهم بعد تحللها في حياه مخلوق اخر و بهذا تكون الموت حياه للكل اما للفرد فيكون حياه القبر و هي حياه النفس اما روضه من رياض الجنه او حفره من حفر النار و في هذا اشاره الى ان الموت حياه و هذه هي الحياه البينيه المصغره بين الحياه الثانيه و الثالثه و التي اطلق عليها حياه الكل و الفرد ( ارجو الرجوع الى كتاب لغز الموت للدكتور مصطفى محمود من الاعمال الكامله )
حياه البرزخ و هي الحياه التي اختص بها الروح رب العالمين ( و يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا ) اريد منك ان تركز هنا قليلا و لنبدأ من اخر الايه و ما اوتيتم من العلم الا قليلا، و تعالوا نعرف معنى العلم، الله لم يخص علم معين في هذه الايه كي يقول انه ناقص من عندكم بل اشمل المعنى بالعلم و هو كل العلوم ما اشملها من علوم طبيه فلسفيه منطقيه فيزيائيه كيميائيه دينية فقهيه كل كل كل العلوم جمعها الله في كلمه العلم و قال اننا لم نؤتى الا القليل من هذا الكون العملاق المسمى العلم و في هذا حتميه ان لا نخوض في تفسير او تخيل حياه البرزخ لانها مرتبطه بكمال العلم و نحن لم نؤتى الا القليل كما قال رب العزة و كل ما نعرفه انها حياه الروح بعد ان يفنى الجسد الشريك في الحياه الثانيه و بعد ان تظل النفس في مستقر الى حين.

الحياه الرابعه و هي الحياه الابديه الازليه حياه الجنه او النار و هي نتاج و حاصل تحصيل كل ما سبق من حيواة عشناها و تعايشنا فيها و بها .
فالاصل هنا هو حاصل جمع ما ازبدت به جميع الحيواه نتاج امتثالنا للتكاليف الالهيه و الشرائع السماويه التي ارساها الله كاملة في الحياه الثانيه و في ذلك حكمه كما اشرت بان الحياه الثانيه هي الحياه الوحيده التي يمتزج فيها كل عناصر الحيواة الاربع فتكون الاراده الحره للانسان مكتمله فيكلف فيثاب او يعاقب في الاخرة .
و الذي سيحدث في هذه الحياه الاخيره هو ما اخبرنا عنه القران و السنه بدايه من اهوال يوم القيامه الى نعيم الجنه و عذاب الجحيم.

اقول، ان كان استنادي على ديني في ما اقول فهو امر اجتهاد مني ليس الا في معرفه علوم للاسف قد تغاضينا عنها في هذا العصر المليء بالسطحيات و عدم البحث عن الذات و عن اصلنا فانا هنا ابحث عن ذاتي و اصلي فذات يوم خرجت من عملي و انا اعمل كباقي سائر البشر في طاحونه لقمه العيش خرجت من العمل و قد عصف بي سؤالا قوي بذلت الجهد الجاهد كي اطمئن نفسي في اجابة شافيه له هذا السؤال هو
ما هو الهدف الذي خلقت له و ما هو هدفي في حياه خلقت فيها ؟
هو سؤال مركب مرتبط كل مقطع بالثاني ارتباط مباشر جدا لقد عصف بي و جعلني ابحث و اعرف ماهو سر الايه التي تقول ( و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ) ماهي العباده يا ترى اهي صلاه و صوم او رقي روحي و ان كنت اجاهد في ان اعرف فهذا لاني لي هدف اسمى من ان يكون لي اموالاً و اولاداً و ركام فاني و اطلال من اسامي و شجرة عمرها بضع سنين زائلة الى خالقها .

في التدوينه المقبله اكتب عن كيانات الانسان ما هو عددها و ماهيتها و ماهو ارتباطها بتدوينه اليوم و اي الكيانات تعيش فينا و معنا و في كل هذه الحيواة الاربع ..

ارجو من الله ان اكون قد اصبت.
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام