لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!


بسم الله الحنان المنان الرحمن الرحيم الغفار الغفور السلام الوهاب الرزاق الباسط اللطيف الحليم الكريم المجيب الودود البر التواب العفو الرءوف النافع النور الهادي تقدست اسمائه و صفاته المعلومة و الغير معلومة المنظورة و الغير منظورة المعلنة و الباطنة الظاهرة و الخفية .

في باديء المقال هذا حيث انه يتوازى مع فترة تحضيري لأطروحات الندوة الاولى من صالون كلام ممنوع وضعت هذه الاطروحة شغفاً و شغباً.
شغفاً في ان استكشاف معنى الخوف من الله و شغباً في اللذين لا يتفكرون في معاني الكلمات و ما ورائها من ناموس العلم الذين نحن مأمورون به و قد نسينا الا ان نعيش كدواب الارض الساقطة و نعيث في ديننا و دنيانا رهقاً و جهلاً ...

لعل الشغف يكون ديدن الذين يجتهدون في الطريق الى الله و الشغب يكون دق ناقوس الفكر و العدول عن تحجر العقل و اعلانا لمنهجية التفكير .
انني يا اخواني و اخواتي اتسائل دوماً و اعاند المناهج الراكده و اسلوب التفكير الضحل و اني لا ابدع و احسبني كذلك بل اني على صراط " قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " البقرة 111

و حيث اني لا اقوم بإعمال و إقامة العقل على النقل و العكس و لكني اعزز النقل بمنطق العقل و ارفض ما يتعارض مع بعضه البعض و مع العقل بعد الاستفاضة في البحث و السؤال.

لذلك
تربيناً على بعض المباديء التي من شأنها ان تقارع الدين و صرت اؤمن تماما جلياً بان هذه الموروثات الجاهلية هي الدين الثالث الذي ندين له على كافة اصعدة البلاد العربية و ليست بعض الاسلامية، و بشكل عام كما اقول انه ينبغي لنا ان نقيم المبدأ الديكارتي و الذي هو ايضاً مبدأ اسلامي و هو افراغ التفاح الفاسد من السلة و اعادة النظر في الافكار الصالحة من العطنة الفاسدة

و اني اليوم جئت بموضوع منبثق عن جهالة اغلبنا و عدم التفرقة بين الخوف من الله و الخوف من عذاب الله و الخشية من الله و دعوني ابدأ موضوعي القصير نسبياً اليوم و الذي سوف يتم طرحه في حلقة نقاش الندوة كأطروحة صغيرة.

لم ترد في القرأن كلمة الخوف من الله على انها الخوف من كيان الله المتمثل في ذات الله نفسه و لكنها جائت مقرنة دائما في الخوف من عذاب الله و تتالي الاسباب على هذا
و لكن على الجانب الاخر جائت كلمة الخشية مقرنة دائما بذات الله و لم تكن ابدا كلمه الخوف

و لذلك من الخلط العجيب و الصعب على الفهم ان نقرن الخوف من الله كما الخوف من كثير من الاشياء حولنا و لان الله منزه عن كل الاشياء و ليس كمثله شيء فلذلك ليس من الحكمة اقران الخوف منه به كمثل اقران الخوف من الظلمة بالظلمة و لان الخوف من الله يكون اصلا في الخوف من عقاب الله و هذا للذين قد شهدوا على انفسهم انهم خطائون
إن الله هو الحب الصافي و الامن من الخوف اللامتناهي و ليس منطقيا الخوف من الذات المصدرة للامان و لكن الخوف هنا من عاقبة الامور التي نحط بانفسنا داخلها " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " فوجب عليهم الخوف من عاقبة ما فعلوا نادمين

الخشية من الله هي التواضع لله و التأدب مع الله و لابد الا يختلط علينا معنى كلمه خشيه من خوف و ان اذا قيل خاف الله فهذا لا يعني ان الله مخيف و لكن خاف ما قد يصيبك الله على ما تفتري به و لان الكلمة او النصيحة دائما تقترن و تقال بمن افترى .

و الان هذه ايات كأدلة واضحه و صريحة على موضوع الخوف من الله و الخوف من عذابه و الخشية من الله .

{ ويرجون رحمته ويخافون عذابه } (الإسراء:57)
{ ذلك يخوف الله به عباده } (الزمر:16)
{ فمن تبع هداي فلا خوف عليهم } (البقرة:38)
{ ليعلم الله من يخافه بالغيب } (المائدة:94)
{ يخافون ربهم من فوقهم } (النحل:50)
{ ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب } (الرعد:21)
[وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا] {الإسراء:59}

الخوف من الله هي حاله لابد من فهمها اولا و ليس ترديدها بجهالة امر الخوف من الله و الخشية من الله هي حالنا كعبادة نجل عظمته و ما ينفع به و يضر قوم لا يؤمنون.

الله ليس مخيف و اخافته حكمة و الخوف منه ليس كالخوف من امر دنيوي متزمن و محدود المكان بل ان الخوف من الله هو الخشية للمؤمن و الرعب للكافر .

انه الخشية للمؤمن و الرعب للكافر

تحياتي
إسلام أبو بكر
2 / 4 / 2010
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام