مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الاول


لست ضد الفن بالطبع لاني فنان و املك موهبة الرسم و النحت و التشكيل و كتابة الشعر و القصة و التلحين و احياناً الغناء حتى ان مهنتي مرتبطة بالفن، و لست معقد نفسياً بل على غير ما سيخطر في بالك سأقول اني انظر لما هم تحت وطئة الفن المريض هم اللذين تهتكت انفسهم مرضاً منه .

هذه التدوينه قد اشرت لها من قبل و اخذت اؤجل كتابتي لها و عرضي لهذه الافكار فيها حتى ان هناك تدوينه مرتبطه بعض الشيء لما سوف اكتبه الان و هذه التدوينه السابقه بعنوان كفي نفسك يا برنس.
انا الان بصدد ان اعطي للموضوع بعداً اخر لا اعلم هل توارد لك ما سوف اكتبه في ذهنك من قبل يا ايها القاريء الكريم ام انك بعد ان تنتهي من القراءه سوف تعيد تأملاتك فيما تشاهد و تسمع ؟
أحب ان ارتب افكاري دائما و لذلك لن ارتجل العشوائية فيما اريد قوله هنا و لذلك ايضا سوف ارتب النقاط الاساسية و احاول تناولها قدر المستطاع مع اني واثق ان لكل نقطه مجلد في حد ذاتها و لكني ساحاول ان اكون في مركز البؤرة الملتهبة هذه.

عزيزي القاريء.
انتبه، العالم من حولك مجنون، انتبه، هناك التحولات الرهيبة و انت مسكين مأخوذ مبهور، انتبه، انت تحت وطئة الخديعة، انتبه انتبه، انت ارض خصبة للخطيئة، انه فضيلة رزق الهبل على المجانين، قسموا عقلك و ظهرك نصفين كل من النصفين يصارع الاخر انها حقا فضيلة المسخ او على قول عادل امام زمن المسخ. و المسخ هنا هو الشيطان الذي يصورلك الروث معجون شيكولاته فذق فانت فاقد حاسة التذوق من الاصل.

قلت لك العالم من حولك مجنون مليء بالصخب و المفرقعات و ما لذ و طاب، فهل تدري ما اشير اليه؟
انه الفن المعاصر و الفنانيين المعاصريين النجوم صفوة المجتمع، اني اتحدث عن المهن التي يرفع لها القبعات و تنفلت لاجلها الاخلاق و احيانا الملابس الداخلية اذا لزم الامر.
اتحدث هنا عن فضيلة العمى و الظلمات عن لكمات...
و صفعات و ركلات ..
لكمات على اجسادنا كالسياط
و صفعات على وجوهنا بدون ان نصدر حتى وجه اعتراض
و ركلات في مؤخره المجتمع و مؤخره العادات، بالطبع اتحدث عن العادات الخلقية التي سلبت منا مع سلب فضيلة العقل و الاخلاق
دعوني ارد تلك اللكمات و الصفعات و الركلات بفيض الكلمات، و املي كبير ان تكون تلك الكلمات قد تؤثر في طريقه تناولك للفن الوضيع الذي نحن مستقبلون له ليل نهار.

انزاح الستار و المشهد الاول هو:
فضيلة الاغاني.

مشهد في ميكروباص احدهم يشغل الموبايل و كانه جهاز كاسيت مصرا على ان يستمع كل من حوله فضيلته العمياء و هي اغنية لنجم الجيل
" أعتذري للي هيجي بعدي خليه يسامحني أصل انا أخدت كل حاجة في عهدي و شوفي عهدي كان كام سنة "

اخذ الشخص صاحب الموبايل في التملق و التمظهر بالتأثر بالاغنية و كنت اجلس بجواره فقالت له :
- الا تخفض صوت هذا الشيء قليلاً فمن الافضل ان تحترم خصوصية غيرك و لتفرض انه يوجد شخص لا يحب ان يسمع ما تتجهم عليه بنا هذا.
- هذا تامر حسني و هذه أغنية " جامدة أخر حاجة "
- من هو هذا التامر حسني بغض النظر عن ان الاغنية جامده اخر حاجة
- مطرب الجيل
- عفوا لا يهمني ما تقول و ايضا لا يهمني ان اسمع عن حكاية هذا المطرب في توصيل رساله الى حبيبته السابقه هلا ارحتنا قليلاً

نظر لي الشاب شذراً و اطفأ الموبايل

يتوقف المشهد و يتجمد كل من في المشهد، تنسدل الستار فقد كان المشهد صغيراً و لكن تحليلة هو ما نريد.

لست بصدد ان اعطي للولد حديث الثلاثاء ولا حتى درس تقويم او غربلة ما يسمعه لان كما تعلمون لن يستمع ابداً هو غارق حتى النخاع فيما يقول نجم الجيل حتى ان كانت ترهلات فكر معطوب فهو به قلبه يسعد و روحه تطرب و لكن اتدرون ما القصه.
انها السموم المدسوسه في العسل و العسل هنا كلام نتلاقه طوال الوقت و لا نفكر هل هذا الكلام يفيدنا في شيء او انه يضرنا بالبطيء دون ان نشعر.
الحق اقول لكم ان تعمقتم في انفسكم و ما تستقبلوه دائما ستجدون ان مثل هذه الكلمات الرخيصه تضر بكم و ان ترائى لكم انها لا تنفع ولا تضر فهي كيفما الاصنام و الضرر خفي كمان كانت للاصنام ضرر خفي فلقد افقدت قلوب الكفار مسار طريقهم الصحيح لله و اخذوا يتقربون لها في محاوله حمقاء للتقرب لله و اشراكها مع الله في التجليل و التقدير، اعذروني اينعم القصه مختلفه و لكن النواة و المنطق واحد فيهيء لك يا مستمع تلك السموم بانك مضيع للوقت و داخلاً في حالة من النشوه العبيطه عند سماعك تلك التفاهة و تبعدك عن تأمل ما انت بسامع فتتفه من امرها و تقول اهي اغاني و خلاص اهو رغي الواحد بيملى بيه وقته فاقول لك
خسيء ما به تفكر اتسطح من هذا الامر؟ سأقول لك الاشنع انها سموم في العسل، ابدا لا تتعود ان تكون سطحي في حكمك على الامور .
اتريد ان تسمع اغاني مفردات كلماتها الخديعه و الذل و الخيانة و الانتقام و القبلات و الوصف الدنيء
مــــــــــــــــــــ هذا ـــــــــــــــــــا ؟
بالله عليك تريث الى اين الطريق اتهتدي بالنجم، اني اتعجب، يقولون ان النجوم يُهتدى بها، فهل تسمي مطرب الجيل او الهضبه او اي من هؤلاء الافاعي و الحيات بنجوم اهل هم اهل للاهتداء بهم اهذا غاية مرادك.

انت موهوم اذا فكرت انك تسمع فقط كي تضيع الوقت في الانتظار حتى لانك كيان مستقبل و الدليل على هذا هو عقلك اللاواعي و الذي لا يفعل الا وظيفتين الاولى هي التلقائية و الثانيه هي الامتصاص نعم فهذا العقل يمتص كل معلومه ارسلتها له الحواس من العقل الواعي سواء رضيت ام ابيت فهو يعمل منفصل عن سلطة عقلك الواعي و سلطتك انت و سلطة رئيس جمهوريتك و الخطوره هنا انك ان كنت قليل العلم و المعرفة سيكون هذا العقل اللاواعي في تلك الامور تحديدا كما هو مخزن السموم و الافات و هي ما سمعته طول حياتك من اغاني كونت ثقافتك العاطفية و الحياتية رغماً عنك و انت مسكين لا تدري...

هل كل الاغاني سيئة؟
بالطبع لا و لكني اريد ان اقول لك ان مع كل هذه الهوجة و الغوغاء يصعب وضع معايير ثابته لما تستمع له و لذلك المعيار الوحيد و الاوحد هنا هو عقلك و حكمتك و انا فعلت هذا مع شخصي، فلا اسمع الاغاني ذات الكلمات السطحية و التي تدعو للا شيء لا اسمع الاغاني الحزينه لاني في غنى عن ان اصاب بالكأبة و المرض، لا اسمع الهزل و الضوضاء الصاخبة

ما الذي اسمعه و ما الذي ينبغي عليك سماعه؟
صدقني ليس هناك معيار ان المعيار هو ذكائك و فطرتك و تفكيرك و ارجو بعد كل هذا ان تفكر فيما تسمع
لم تجدني احرم الغناء مستشهداً بقول فقيه او بحديث او حتى بكتاب الله، و اني لا اعتقد في تحريم الغناء ككل و لكن الفئة التي ذكرتها بالاعلى اعتقد في حرمانيتها اشد الاعتقاد لانها هدامه و غير مصلحه بالمره

صديقي.
ما الذي تستفاده حقاً عندما تسمع الاغاني هذه ؟
ما هو المنطق في انك قد ترتبط بالمطرب الفلاني و تموت عشقاً فيه و تود ان تفنى حياتك في سبيل لقاءه او سماع صوته يخاطبك مباشرة؟
هل تعتقد بان المطرب يؤدي دور ايجابي في المجتمع و اذا كان جوابك نعم فبالله عليك علل على موافقتك بعلة منطقية حتى اصدقك و اوليك اهتمامي و قبلها تجد نفسك صاحب رأي عن ما تسمع.

بالمناسبة انا احب الموسيقى جدا و لحظات كتابتي لهذه المقالة استمع للموسيقى بالفعل لان شتان بينها و بين الاغاني و الفن المريض فالموسيقى تنمى الجانب الخصب من شخصيتك خصوصا ان كانت موسيقى كلاسيكية تسمعها ترتقي بها عواطفك و اشجانك و حواسك
و لي رجعه في توجيه حديثي الى المطرب و الى النجم الذي اخذته غفلة و صدق بانه ما يمتهنه ذات دور ايجابي في المجتمع و ان بعمله هذا قد يعلوا شأن الامه عند حصوله على الميوزك اورد..

تحياتي
اسلام ابو بكر
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام