حقيقة الإيمان بالله، كيف ؟ ( 2 )


السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

هذه المره سنخوض بشكل اعمق مع تبسيط للأمور و انا هذه المره متحمس جدا فأكثر من المره الفائتة و لذلك ارجو ان يوفقني الله و ان تزيد حماستي هذا من ادلتي المنطقية على ان العقل نستطيع من خلاله ان نؤمن بادراك الله و ليس فقط لمفردة و لحكمه هذا لم يخلق العقل هذا الكيان المهيب منفردا رغم مهابته الا انه عاجز عن ادراك الغير محسوسات و لكن حتما يستطيع الاستدلال عليها و من السفسطه و الغباء ان نفترض بان كل ماهو غير محسوس في مجال الحواس و غير مدرك بالعقل بطبعه سيكون غير موجود، فلن اقول لكم مثلا عن الكهرباء التي لا نراها ولا الهواء و الفراغ الكوني الذي لا نراه فكل هذا دخل في ادراك العقل و ليس المحسوسات و لابد من ان نتفق ان العقل لا يدرك ابدا من الاشياء التي حوله الا عن طريق هذه المحسوسات الخمس او الست او السبع او حتى اذا تعددت اكثر من هذا فستبقى مغزيات العقل الاول و الاخير و سواء الان انا اجمع بينهما لترابطهما في تحليل و تعليل و منطقة و تفسير وجود الله من الشواهد التي خلقها الله و من احداثيات الضمير و العقل و المحسوسات و الحسيات و كيانات الانسان . ( تكلمت عن كيانات الانسان من قبل في نوت منفصل بعنوان انا واحد ولا كتير، لمن اراد الاستزادة )

اراني دخلت في صلب الموضوع بدون مقدمات تزيد من حماستكم لقليي في الزيت :)
و لنكمل الان في نقتطين، كيف ان العقل بالحواس مجتمعين ندرك من خلاله الله بدون ادنى شك في ان يتخلخل الايمان في عدم وجود الله، قبل ان ارصد هاتان النقتطين يجب علي قول :

عندما اتم الله خلقه الانسان و جعلة سيد الكون و خليفته، فكان لهذا مغزى و ليبلغ هذا الهدف و المغزى كان لابد من تزويد الانسان بالاسلحة التي تبقيه سيد الكون و خليفة الله، و عند اكتمال تزويد الانسان بهذه الاسلحه كان لابد من ان يتم حمايته هو اولا منها لانه اذا استخدمها سيكون هو اول من يتأذى منها و لقد كان بالفعل و لكن لان الله بحكمته واضع لكل شيء حدود من الشر و الخير لكي تستمر هذه الحياه فلقد احاط بنا علما، و بناء على هذا الامر فلقد انزل الله الشرائع و الدين لتهذب من استخدامنا هذه الاسلحة فلا نضر بها انفسنا اولا و لا مخلوقات الله و الله بغير مضرور منا او من مخلوقاته.
الدليل هنا ان للنبات و الحيوان لا يوجد شرائع منزلة او دين لانهم ليسوا المختارين في عمارة الارض و السماء، اتذكر كنت اشاهد حلقة من حلقات الدكتور مصطفى محمود و سرد حوار من بضع اسطر قمه في الفلسفة و الاسناد و المنطقيه هو ان :

خلق الله الاعضاء التناسلية للنبات على شكل زهور و ورود ممتعة للناظر ذات رائحة ذكية و بهيج رؤيتها و اشكالها المتنوعة
و خلق الله الاعضاء التناسلية للحيوان متوارية خلف ذيلة و بين قدميه ذات منظر قبيح و رائحة نتنه
و خلق الله الاعضاء التناسلية للانسان في اكثر الاماكن خفاء في جسمه ذات منظر مجرد من الجمال و رائحتها قبيحة

و كان لذلك حكمة

النباتات تتغذى عليها الحيوانات و الانسان و لذلك كان لابد ان تكون اكثر عددا منهما فاعد لها الله اعضاء تناسلية تساعدها على هذا فجائت اليها الحشرات لتساعد في تلقيحها و جاءت اليها الحيوانات و الانسان ليساعدوا ايضا في عملية التلقيح

الحيوانات تتماثل بعض الشيء في هذه القضيه مع الانسان و لذلك فصل الله بينها في شيء مهم جدا كي لا تتناسب كثرتهما فلا يكون للانسان هنا يد عليا فينخسف بكلمة سيد الكون الارض و تكون مجردة من اي دليل فجعل للحيوانات غريزة اساسيه هي الغيرة مثلاً لتقليل النسل بعض الشيء اي ان يغار كل ذكر على زوجاتة ولا تكون العمليه سداخ مداح فينفرط العقد و تتكاثر بدون حد يفيق حدود الحكمة.

و الانسان جعل له الغيره و لكن ليبقية اقل عددا من الحيوانات و لتبقى الحيوانات اكثر عددا لتكون غذاء للانسان فاراد الله لهذا ان ينزل على الانسان شرائع و احكام بمقتضاها لا يتعدى نسله الحيز المتاح فيقضي على الحيوانات و النبات ولا يجد ما يأكله فينفى جنسه و ينتهي امره و تصبح خلافته للارض امر منتهي و فاشل ...

و هنا تكمن الحكمة و لقد احترم الله عقل الانسان فانزل عليه شرائع و احكام تتناسب مع منطقية تفكير هذا العقل و لقد احكم الله اياته في القران و الكتب السماوية من شرائع و احكام في قضية تحكيم النسل فكان لقانون الزنا مرصد في كل منبر من منابر الاديان الثلاثة فلا يتزعزع هنا او هناك .

و الان نرصد بعض من النقاط فقط و ليس كلها و اعذروني لاني اكتب في مجال ضيق لا يتيح لي ان ااخذ راحتي !

1 - الاتزان!
او بالاحرى قانون الاتزان، هو قانون شمولي و يحيط بكافة انواع القوانين معلومة و غير معلومة و هي حقيقة مجردة في العلم الحديث و القديم و اثبتها كليهما. و لكي اعلل على هذا الشي لنتناوله من المنظور العلمي و المنطقي معاً
تعالوا نرصد القضية من عالمنا اليومي اولاً، ان تقوم بزيارة الى مصنع يقوم بصنع اي شيء و تقف على خط الانتاج و تستعرض مع مديرين خطوط الانتاج المكونات مثلا ..
هل سيقولون لك لا داعي من خطط و مكونات و مقادير فقط نضع هذا على هذا و يكون المنتج بشكله النهائي ثم يخرج يده من وراء ظهره كاشفا لك عن روعة المنتج و يبتسم لك في ثقه و يقول - ارأيت !

و الان هل ستصدقة، ان كنت مكانك فلسوف ابصق في وجهه فوراً لعدم احترامي.
هل تود الا يحترمك احد و يجعل منك تافهه فقط تسلم بان الكون هكذا كان منذ الازل عشوائيا !
بالطبع مستحيل . هذا عندما تقول لي اننا سنأتي ببعض الكلمات و ستكون اعدادها مهولة و كبيره و نلقيها مره واحده على الورق و هوب جلا جلا سوف ينتج عن هذا كله معجم محكم العبارات و الجمل و الكلمات...
من سيصدقك الا المجاذيب ؟!

قال تعالى ( وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ )
و عندما يقول الله ان لكل شيء في خلقة قد تم وزنه و تقديره فهذا هو عين الاحترام الالهي للعقل البشري و القول بان الطبيعه هي التي افرزت كل هذا قول خبيث و عقيم عاري من الصحه لانه يقتضي بان تكون الطبيعه هي ذاتها مصدر القوانين و لا تكون ما يتطبق فيها القوانين و كما هو معلوم ان الطبيعه هي ما يطبق فيها القوانين و ليست هي من تخلق قوانينها .. و سوف اعلل على هذا في جزء التالي ...
و يقول في ايه اخرى ( إنا كلُّ شيء خلقناه بقدر )
و لن احصي اكثر من هاتان الايتان فالقران مليء بالمدلولات و ارى انك لابد ان تتمعن النظر في مدولالت هذه الايه بطريقه اكثر عمق داخل نفسك ثم تنظر الى كل شيء حولك لترى معي ما ساقوله لك :

العلم الحديث يؤكد على ان اصغر شيء في الكون كله وحده مسمى بالكوارك و هو الذي تتألف منه بنية الذره في الاصل و هو اصغل من الالكترون بكثير جدا و هو الوحده التي تبنى من خلالها في اتحاد جميع انواع الذرات لكي تتفاعل مع بعضها فتنشيء خلايا فجسيمات فاجسام فأشكال الحياه كافة

من الذي رص مجموعة من الكوارك صفاً صفاً كي يخلق منها اولى ذرات الكون و هي الهيدروجين ؟
اكان الله ام الطبيعة ... هل كانت الطبيعه اصلا موجودة ؟
انه قانون السببية الذي نفهمه نحن البشر و يأخذنا رويدا رويدا لاستكشاف الحقيقة ليس لان نتشتت
فنؤمن بضميرنا ان الله موجود و يعلل و يمنطق عقلنا كل هذه المدلولات في شكلها الرائع فتيقن بالله و تؤمن بوحدانيته و قدرته .

من يومين تقريبا ذهبت للسينما لمشاهدة فيلم جديد متصدر الان مبيعات الشباك في اميركا الشمالية و هو فلم 2012 و حقيقة الامر انصح كل منكم من ان يدخل هذا الفلم سيستمتع حقاً
بعد الفيلم اخذت افكر و اقول هل هكذا سينهار العالم هل ستنتهي اشكال الحياه عن طريق ان تختلف الموازين و هل سنفعل هذا بايدينا نحن البشر .

بعد تفكير وجدت ان حقيقة الامر لن نستطيع ان نخلخل من موازين الكون و الحياة و الطبيعه حتى اذا رفعنا درجات حرارة الارض مسببين في الاحتباس الحراري و ستذوب الاقطاب و يرتفع منسوب المياه امترا تغرق جذر و تقضي على شواطيء و يعم الحفاف لان الزراعه ستنهار بشكل كبير، اترى كل هذا السيناريو المظلم، ستتقبله بعض الشيء و لكن لا داعي بان تعتقد بان الحياه ستنتهي هكذا او بايدينا نحن البشر لاننا لم نصنعها و لم نفهم قوانينها بعد هل كل هذه العلوم التي وصلنا لها تقتضي بان نتنبا بان السيناريو المظلم المرسوم لهلاك البشرية سيقع حسب تقديرانا هذا عين الجهل لان علومنا مازالت نكتشفها فباي الحق نقرر ان النهايه ستكون بالطريقة المرصودة ! و هل يستطيع احد ان يأتيني ببرهان على اننا وصلنا لاحقيتنا في حكم الطبيعه و بالتالي فهمنا القوانين و نقدر على ان نشكل الحياه نبدأها و ننهيها و نعيدها ؟

2 - السببية !
خلق الله الحياه و جعل هناك قوانين تحكمها لان لا ينفرط سلاسل الترابط فتنهار، و وزن المقادير و القدر و المقدورات و جعل لتفكيرنا قانون يدلنا على ماهية الاشياء و يدلنا على وجوده ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) و العبادة هنا ليس الصلاة و الصوم و الذكاه و الحج فقط بل هي الاركان و الاعمدة الاساسية و تتفرع بعد هذا كل مقتضيات العبادة و كانت من اهمها العمل و التفكير و التدبر في امور الخلائق .

و نحن كما اسلفت في مقالة سابقة نفكر بطريقة اسمها ( التسلسل السببي ) و هي هذه الطريقة التي تدلنا على الاشياء و التي نستعملها اصلا في الكلام و التفكير و الفهم ، و جعل لنا الله هذا القانون لنتعرف على كل ما حولنا و نتعرف عليه ايضا عن طريق ايمانا بداخلنا فطري بوجود اله و مقدر لكل النظم التي حولنا و استحاله ان يكون كل هذا عشوائياً.

فنعرفه ولا نعرف ماهيته ، نستدل به ولا نستدل عليه فالله هو الذي خلق الزمان و المكان و نحن ما نستخدم قوانين الزمان و المكان و مخلوقات في حيز هذه الاقطار و هو خارج كل الاقطار فكيف نستخدم قانون السببيه في التعرف على كينونة الله اذ لا تحيط بالله علم من اصلاً ..!!!

وضعوا الملحدين قانون السببية غايتهم و القصوا و اخضعوا حاجتهم للتعرف على من خلق الله فبهتوا و ظهر قبحهم و عوراتهم امامهم بانهم جهلاء فذهبوا بعيدا و نحن معشر المؤمنون لسنا في حاجة ان نستدل على الله بل حاجتنا هي الاستدلال به لان هذه هي الحياه و ما من اي حاجة للاستدلال على الله الا ان نبقى مسفسطين طوال الوقت و ينتهي بنا المطاف الى الكفر و الالحاد و الجهل و نقول ان الكون عشوائي و هذا هو التخلف بعينه

قال الفيسلسوف الالماني "عمانوئيل كانت" في كتابة نقد العقل الخالص
" ادرك ان العقل لا يستطيع ان يحيط بكنه الاشياء و انه مُهياأ بطبيعته لادراك الجزيئات و الظواهر فقط في حين انه عاجز عن ادراك الماهيات المجردة منثل الوجود الالهي و لنما عرفنا الله بالضمير و ليس بالعقل شوقنا الى العدل كان دليلنا على وجود العادل كما ان ظمانا الى الماء هو دليلنا على وجود الماء".

و قال " أرسطو" :
ان الكرسي من الخشب و الخشب من الشجرة و الشجرة من البذرة و البذرة من الزارع و اضطر الي القول بان هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد ان ينتهي بنا في البدء الاول الى سبب في غير حاجة الى سبب سبب اول او محرك اول في غير حاجة الي من يحركه خالق في غير حاجة الي خالق ".

و سوف تجد معي ان السببيه هي قانونا نحن معشر البشر الذين نسكن اقطار ثلاثه فقط الطول و العرض و الارتفاع او العمق و نحس بالقطر الرابع و هو الزمن ولا نفهم بعد ذلك اي شيء اخر .... و السبب نفسه يتعالى عن كل هؤلاء فيق بنا المطاف عند الايمان و الخنوع و الخضوع لاله واحد احد ليس في حاجة لاحد ولا في حاجة لسبب نعلل به ماهيته و اصله و كذلك نؤمن به و نوحد له و تستقي علومنا من فيض عطائه .

اعرف اني قد طولت هذه المره و لكن ارجو ان يكون هذا كله لسبب و هو الخير

تحياتي
اسلام ابو بكر
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام