كيف نُفكر؟ - التسلسل السببي - الجزء الثاني .



(إذا أحببت أن تعرف كيف تفكر فقد انضممت للمفكرين لذا أكيد لن تفوتك قراءة هذه النوت القوية أما إذا أردت أن لا تفكر فقد فكرت في ألا تفكر ... في أيهما تفكر أيها مفكر ؟)

اذا كنت قد قرأت موضوع من اين جاء الله فأنبئك ان هذا هو الجزء الثاني من حلقة النقاش المتعمقه و التي استطيع القول عنها انها ستغير بشكل ما او بأخر من طريقه تفكيرك عن طريقه تفكيرك بالاحرى سوف توضح كل هذا الغموض و ان كنت اجاهد فاستطيع ان لا اجزم بشيء من الصحه او من الخطأ فنحن كلنا في معراج واحد وصولا الى الحقيقة و هذا ديدن كل منا كانسان كمسلم كمسيحي كيهودي كلاديني حتى فنحن بالعقل نصل الى سرنا منه الى حقيقة الاشياء منه الى الصفاء و التصالح و منها الى ان تسلم لله فتعرفه ..

و لكن اليوم معي مفاجأه و انها من العيار الثقيل و رغم عدم مقابلتي له الا اني استطيع ان اقول انه من خير الناس الذين عرفتهم ذو رجاحه عقل و دين و خلق و من القليلين القلائل اللذين من الممكن ان تلاقيهم في هذا الزمن ..

انه اخي و صديقي و خليل درب الفكر في المستقبل ان شاء الله ثروت العليمي و هو من سيشاركني في هذه النوت و سيضيف اضافه مهمه جدا عن طرق و انماط التفكير المختلفة و نحن هنا بصدد المعرفه و مازال السؤال قائم ماهو معنى التفكير و كيف يحدث و باي اليه و ما هو التسلسل السببي و هل يقودنا لشيء عن الاجابة على السؤال المستحيل " من اين جاء الله "

الان سأترك له القلم يحدثكم عن انماط التفكير بحسب الشكل العلمي و اعود اليكم فيما بعد ان يستوفي ما سيشرحه لنا فارجوا القراءة بعنايه ...

" عندما أخبرني أخي الغالي إسلام بنيته حول مشاركته في كتابة نوت حول آلية عملية التفكير قلت كيف اختزل تلك العملية المعقدة في سطور في نوت بالفيس بوك بالرغم من أن هدف القراء من الفيس بوك للتسلية فكيف نتناول أمورا فلسفية علمية ؟ لكن اعتبرت الأمر تحديا لاختزال دورة تدريبية قدمتها حول العقل و مقياس هيرمان للبوصلة الدماغية وغيرها لكن لنبدأ بفهم طبيعة الدماغ أولا
في البداية ينبغي أن نعرف أن عملية التفكير عملية كيميائية و عصبية و نفسية متداخلة و متلازمة تحدث للإنسان عند تعرضه لخبرة جديدة فيدمجها بخبرته السابقة كي يكون مفهوما للتعامل مع المعطيات الحالية أو المستقبلية و برغم من أن الإنسان يولد مفطورا على التفكير إلا أنه لا يستطيع فهم ذاته يحيث قول عالم الأعصاب المعروف ديفيد أوتوسون صاحب كتاب علم وظائف الأعصاب ـ حيث يقول في مقدمته "يستحيل على علماء الأعصاب في يوم من الايام، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل، أن يسبروا أغوار الدماغ ويكتشفوا أسراره بشكل نهائي وقطعي، وذلك لأن الدماغ البشري لا يستطيع أن يفهم نفسه"
الدماغ البشري يساوي في كفاءته مليون حاسبة متطورة تعمل في نفس الوقت، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار القدرة الكهربائية المستهلكة من قبل هذه الحاسبات وهي تعمل مجتمعة، فإنها ستستهلك ما يقارب 100 ألف أمبير في حين أن دماغا بشريا واحدا يستهلك 6 واط في الدقيقة الواحدة (0.1 أمبير).سبحان الله العظيم كما أن لا يستطيع أحد من البشر ـ مهما بلغ من درجة العلم وقوة التخيل ـ أن يتصور التعقيد المذهل للدماغ البشري. فقد أجمع العلماء على أن الدماغ هو أعقد مخلوق لله تعالى في هذا الكون، و برغم من ذلك يقول الله عز وجل لخلق السماوات و الأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون
و يدعو الله عز وجل الإنسان للتفكير و استعمال تلك الأداة الإعجازية التعقيدية حيث يقول إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون و يقول سبحانه إن في ذلك لآية لأولي الألباب
و ننتقل لعملية التفكير ذاتها لكي لا نطيل نقلت لكم تلك المعلومة العجيبة
إننا نفكر أن عدد الخلايا العصبية في دماغ الإنسان هي عشرة آلاف مليون خلية عصبية، وهو عدد سهل اللفظ، صعب التصور، وهناك في الدماغ خلايا أخرى وظيفتها تغذية وإسناد الخلايا العصبية يبلغ عددها عشرة أمثال الخلايا العصبية (أي 100 ألف مليون خلية)، أما عن الألياف العصبية، فسأذكر لك جانبا من تعقيدها فقط، فمثلا يحتوي الجسم الثـفني (Corpus Callosum) على 300 ملبون ليف عصبي، حيث أنه يصل الفص الأيمن بالفص الأيسر من الدماغ، وتبلغ عدد الإشارات العصبية التي تمر خلاله 4 مليارات إشارة في كل ثانية كي يعلم أحد الفصين ما يقوم به الفص الآخر!!!
كما أن الدماغ ينهل عشرات الجالونات من الدماء كل ساعة لغذاء عشرة بلايين خلية عصبية و كل حلية تعتبر مصنعا كيميائيا إلكترونيا مترابط بغيره لتقوم بعدد كبير من المهمات و الوظائف الغير إرادية مثل التنفس و نبض القلب و حرارة الجسم و حفظ التوازن و انتهاء بالإدراك و التفكير و المشاعر و التذكر و الخيال و الإبداع و الغريب في الأمر أن ناصية الإنسان أي مقدمة رأسه تحتوي على موجهات السلوك لذا قال الله تعالى لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة
و نظرا لأن آلية التفكير تتم عبر فصوص الدماغ فقد قام العالم هيرمان بتقديم نظرية شهيرة قسمت الدماغ إلى أربعة أجزاء متجاوزة نظرية سبيري الذي قسم الدماغ إلى نصفين أيمن و أيسر كما تجاوز نظرية ماكلين الذي قسم الدماغ في السبعينات إلى ثلاثة أقسام دماغ الزواحف و دماغ الثديات و دماغ الإنسان العاقل ثم قام هيرمان بدمج النموذجين سبيري و ماكلين في نموذج واحد وهو نموذج هيرمان الرباعي وهو كالآتي :
القسم الأول : الموضوعيون و الثاني التنفيذيون و الثالث المشاعريون و الرابع الإبداعيون
وسوف أقوم بتفصيل ذلك في نوت إن شاء الله قادم
لكن ما أود قوله هنا هو أن هناك ترابط كبير جدا بين الفكر و الشعور و البدن والمادة و أن لدينا أكثر من 30 نوع و نمط من التفكير ترتبط بمقياس مايرز بريجز للأنماط الشخصية و كذلك مهارات التفكير و أخطاءه
أما التسلسل السببي الأسلوب الذي يستخدمه الفلاسفة أحيانا في الوصول للحقائق هو أسلوب بديهي و غايته قطع الشك في الإلحاد و ليس العكس و قد فضل ابن خلدون قطع التسلسل السببي أصلا لأن غايته لابد أن تنتهي للخالق وأن ما يطبق في عالم المخلوق لا يطبق بالضرورة في عالم الخالق لكن هذا لا يقدح في العقل ولا يقلل من أحكامه أو تفكيره ولكن الله طلب منا الاستدلال و النظر و الاستنتاج أما الأمور الغيبية و الآخرة و صفات الخالق يظهر هنا في العجز البشري عن الإدراك نظرا لضعف المحيط التصوري لنقل الحقائق ... لا أعرف هل كلامي بسيط أم معقد
واكتقي بهذا القدر على أمل التواصل معكم في نوت آخر بمشاركة أخي إسلام "

و الان يا اصدقائي الاحباء المفكرين ها قد اسرد لنا ثروت باسلوبه العلمي العميق جدا اليه التفكير من حسب المنظور العلمي، و لنا رجعه ان شاء الله من حسب منظور فلاسفة الاسلام و فلاسفة غير الاسلام.
و احب أن أعقب على ما قاله ثروت حتى نكون قد اكملنا هدفنا من صناعة نوت دسم كهذا غني بالحوار .
ان في تصوري و من المنظور الفلسفي رغم تبحري علمياً في شتى انواع العلوم، أن عملية التفكير ذاتها تستند و تتكيء على منظومة واحده كمثل الكون كله إتكأ على جسيم متناهي في الصغر و هو الكوارك و الذي تتكون منه الذرات و جميع جسيمات الذره فالكل اصل لواحد كما في الاعداد مثلا كل الارقام انشقت من الرقم واحد الرقم مليون اصله كان واحد ولا يكون مليون الا اذا كان واحد في الاصل هكذا نرجع كل شيء لاصله نحن نفكر بمنظومه واحده و هي التسلسل السببي لكل شيء في تفكيرنا سبب و متسلسل في حلقة واحده
يوما ما ساعرض نوت شيق جدا عن كيفية التفكير العكسي و هذه الطريقه اكتشفتها منذ صغري لتعودي عليها فجعلتني قادر على التفكير بطريقه عكسيه و قراءة الكلمات بالعكس و الكتابه بالعكس و هي تطوير لمهارات المخ البشري و عند تطويرها تكتشف انك تقدمت في تفكيرك خطوة عظيمة
اما بعد
نرجوا ان نكون قد اوصلنا هذا الحوار الفلسفي العلمي و رغم طول النوت للحد الذي قد يحمل بعضكم على الملل و هذا لا ارجوه بالمره، فنحن لم نقدم كل شيء لان ما نتكلم فيه هو في الاصل لابد ان يكون مجلدات و نحن هنا نحاول التبسيط و لسوف نستذيد بكم و من ارائكم و تعليقاتكم
تحياتي.
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام