ايها الناس اللهم صلي و سلم عليكم

سلام عليكم و رحمه الله و صلاة الله و تسليم الله على محمد و اله و صحبه و عليكم جميعاً

تعودتم مني بعيارات ثقيلة الوطئة راجمة الاعتقادات الممسوخ منها تابوهات محرمه على الفكر ان يخوض فيها و هذا المعتقد بسبب حالة تردي الدين و العلم بالدين و استبطان ظواهره كما قلت و سأقول دائما
مصابين بحاله كسل ديني في المعرفه و التعرف
لا نقرأ و نوكل غيرنا كي يقرأوا لنا
لا نبحث و نوكل غيرنا كي يبحثوا لنا
و كل همنا الاستماع و تكوين احزاب هذا ضد ذاك و طوال النهار نلعب القط و الفأر و يضحك علينا من ضاحك و من بعد ذلك تتعجبون بان الغرب ينظر لنا على اننا متخلفون بسبب ديننا .؟
لما التعجب اصلا هذا ما فعلناه و نفعله دائما، نقمع كل من يفكر و نصفه بالمجادل المخرب في العقول اللابد رجمه و طرده و تكفيره حتى انحل منا الملحدين طائفين في كل صوب و حدب مولولين ما يحملون من افكار لا منطقيه حسبوها في الماضي هي الايمان
( تصدقوا بالله ) عندهم حق الملحدين دول برضه و لكن ليس معنى هذا انهم على صواب فهم ايضا جهله و متخلفون و اقتصروا الطريق تماما و قالوا ما لا نفهمه هو غير موجود ...
انا لست عنكم مختلف في شيء فتربيتي و منشئي هي كما هي تربيتكم و منشئكم ولا يوجد ادنى اختلاف بيني و بينكم و الاختلاف من يوقعه علينا هو الله يفضل من يشاء على من يشاء
دعوتي هنا كي نفكر يا احبائي يا قومي و يا ناسي الذين اتحسر على طريقة تفكيركم اليوم
بعد هذه المقدمه الطويلة و بعد هذا الانقطاع الطويل سأسرد الان مقال اليوم و الى القاريء العزيز ابحث بعد ما تقرأ قبل التعليق ولا تستبطن اي ظاهر خداع في عقلك نشأت عليه...

ذات يوم كان لي صديق مسيحي كنا معتادون على الجدل الديني بيننا كل منا ينقد دين الاخر بموضوعيه الى حد ما و لكن هذه الامور تتطور و بالفعل تطورت بيني و بينه الى الحد الذي كان لن يحده الا الدم و صدقوني و الله العظيم هذا حدث فعلا و لكن رحمه الله كانت قلما كتب ما نزل به فرفع القلم و جف الصحف و الحمد لله
اما بعد فارجوا كل منكم لا تخوضوا في هذا ابدا لان النقد الموضوعي سيأخذ حتما اتجاه اخر و دعوا الحكم لله و ان كان غرضكم الهدي و الهدى فالله هو الذي يهدي و لسنا نحن و ان فشلنا في اي محاوله مباشره او غير مباشره لا داعي ابدا لفرضها لان هذا خطا ليس في الدين من شيء...

قال لي : انتم تقولون لمحمد نبيكم صلى الله عليه و سلم ، كيف يصلي الله، هل الله يصلي ؟
قلت له و جائتني الاجابة بسرعه بديهيه فلسفية .. يا اخي العزيز دعنا اولا نعرف ما معنى كلمه صلاه و نفرق بينها و بين كلمه دعاء كلمه و فعلاً، لان هذه فريضه و فضيله و هذه فريضه و فضيله اخرى فأصل كلمه صلاه هي الثناء او الذكر و نحن كمسلمون مفروض علينا نوعاً من الذكر و الثناء لله كما نصلي اليوم و كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم صلوا كما رأيتموني اصلي ...

و عندما اقول صلى الله عليه و سلم تعني الكلمه ان يذكر الله محمد في الملاء الاعلى و يثني عليه و يزكيه
بدا عليه الاستغراب من كلماتي و اقتنع الى حد ما و قال سأبحث في المعجم عن اصل كلمه صلاه

و بعد ان افترقنا سألت نفسي كيف جائتك تلك الاجابة لابد من لغز ما و ساعتها كنت احس تماما اني على يقين و بالفعل هذا ما تأكدت منه فور وصلي للمنزل و بدأت في عمليه البحث و المعرفه حتى وصلت الى المعنى الحقيقي و الفعلي و العملي من اصل كلمه صلاه كما ذكرت سابقاً

الادهى هنا هو الاتي و الذي تنتظروه من عنوان المقال
هل يصح ان اذكر مثلا سيدنا ابو بكر الصديق و اقول صلى الله عليه و سلم و ليس رضي الله عنه و ان لا فلماذا نقول في اغلب دعائنا اللهم صلى و سلم على سيدنا محمد و على اله و صحبه تسلميا كثيرا امين ؟؟؟؟؟

اذن نحن نطلب من الله ان يصلي و يسلم على ال محمد و صحبه و هذا ليس بدعه في شيء و ما سأقوله الان على جزئين هو اجتهاد شخصي لتوضيح كلمه صلى الله عليه و سلم اصلها و فصلها و معناها و مغزاها و صحيحها و الجزء الثاني اراء كبار العلماء امثال ابن العثيميين و ابن تيميه و الالباني و البخاري و غيرهم

ان افترضنا في ان نقول صلى الله على محمد و اله و صحبه

"عن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : صلّ عليّ وعلى زوجي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صلى الله عليك وعلى زوجك . رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني . "

لابد ان نفهم من ان كلمه صلاه هي في الاصل تزكيه و ذكر و ان لكل امه صلاتها و امتنا صلاتها كما كان يصلي النبي صلى الله عليه و سلم
اذن ما الفرق بين ان يصلي الله على محمد و ان يصلي الله على احد منا ...
الفرق في الواقع سيحتمل كافة التفاسير و انا باجتهاد اقول ان الفرق شاسع لان النبي صلى الله عليه و سلم ذو مقام محمود عند الله و هذا المقام يجعل منه سيد الانام اجمعين و صلاتنا على محمد و صلاه الله عليه هي في الواقع امر معروض عليه يوم الدين فيتبين له من قام بذكره و مشى على تعاليمه و من لم يفعل و هي هكذا تحصيل حاصل، و ان الله اختص و اصطفى النبي وحده لدعوة الناس للصلاه عليه و كانت امرا مفروغاً اما ما نصلي على احد فهو مجرد دعاء نبتغيه من الله ان يذكر فلان و سليم عليه و يخرجه من الظلمات الى النور اما ان ندعي ان يصلي الله على فلان فهي مجرد تزكيه نبتغي من الله ان تحدث لهذا الشخص و لان سأل محمد صلى الله عليه و سلم الله ليزكي فلان فهو لانه صاحب المقام المحمود و اما ما نقوم به نحن فهو الدعاء فتصبح تزكيتنا و صلاتنا لاحد منا هي كالدعاء و هكذا يمزج الدعاء و الصلاه

الان نستطلع بعض اراء العلماء الاجلاء ...

راي الشيخ ابن العثيميين في الصلاة على النبي

"
قال الشيخ العثيمين رحمه الله : معنى " صَلَّى الله على محمَّدٍ ": أي : أثنى عليه في الملأ الأعلى. وهذه جملة خبرية لفظاً ، إنشائية معنى ؛ لأنه ليس المراد أنِّي أُخبرُ بأن الله صلَّى؛ ولكنَّني أدعو الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أن يُصلِّيَ، فهي بمعنى الدُّعاء ، والدُّعاءُ إنشاءٌ.
وقوله: "وسلَّم" وهذه أيضاً جملة ٌخبريةٌ لفظاً، إنشائيَّةٌ معنى، أي: أدعو اللهَ تعالى بأن يُسَلِّمَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
والسَّلامُ : هو السَّلامةُ من النقائص والآفات. فإذا ضُمَّ السَّلامُ إلى الصَّلاةِ حَصَلَ به المطلوبُ، وزال به المرهوبُ، فَبالسَّلامِ يزولُ المرهوبُ وتنتفي النقائصُ، وبالصَّلاة يحصُلُ المطلوبُ وتَثْبُتُ الكمالات ُ. اهـ"

و هذا دليل اخر على مشروعيه الصلاه على احدنا

"
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ذلك الأمر الرباني .
فعن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان . فأتاه أبي بصدقته ، فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى . رواه البخاري ومسلم .
وبوّب عليه الإمام البخاري – رحمه الله – بـ " باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة ، وقوله (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) . "

و قول النووي
"
قال الإمام النووي :
وقوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد . احتج به من أجاز الصلاة على غير الأنبياء ، وهذا مما اختلف العلماء فيه ؛ فقال مالك والشافعي رحمهما الله تعالى والأكثرون : لا يصلى على غير الأنبياء استقلالا ، فلا يُقال : اللهم صل على أبي بكر أو عمر أو علي أو غيرهم ، ولكن يصلى عليهم تبعا ، فيُقال : اللهم صل على محمد وآل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته ، كما جاءت به الأحاديث ، وقال أحمد وجماعة : يُصلى على كل واحد من المؤمنين مستقلا ، واحتجوا بأحاديث الباب ، وبقوله صلى الله عليه وسلم : اللهم صل على آل أبي أوفي ، وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم . قالوا : وهو موافق لقول الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) . اهـ "

"
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا ذُكِر " الآل" وحده فالمرادُ جميعُ أتباعه على دينه ، ويدخلُ بالأولويَّة مَنْ على دينه من قرابته ؛ لأنهم آلٌ من وجهين : من جهة الاتِّباع ، ومن جهة القَرابة . وأما إذا ذُكِرَ معه غيرُه فإنَّه يكون المرادُ بحسب السِّياق ، وهنا ذُكِرَ الآلُ والأصحابُ ومن تعبَّد ، فنفسِّرُها بأنهم المؤمنون من قرابته ؛ مثل عليِّ بن أبي طالب ، وفاطمة ، وابن عبَّاس ، وحمزة ، والعبَّاس ، وغيرهم .
قوله : "وأصحابِه" جمع صَحْب ، وصَحْبٌ اسم جمعِ صاحبٍ ، فأصحابه : كُلُّ من اجتمع به مؤمناً به ، ومات على ذلك ، ولو لم يَرَهُ ، ولو لم تَطُل الصُّحبةُ . اهـ

ومثله لفظ ( السلام )
قال عليه الصلاة والسلام : إذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، قال : فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . رواه البخاري ومسلم"

و هذا في تفسير الايه : "

" هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما".
قوله تعالى: "هو الذي يصلي عليكم " قال ابن عباس: لما نزل "إن الله وملائكته يصلون على النبي" قال المهاجرون والأنصار: هذا لك يا رسول الله خاصة، وليس لنا فيه شيء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قلت: وهذه نعمة من الله تعالى على هذه الأمة من أكبر النعم ودليل على فضلها على سائر الأمم. وقد قال: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" (آل عمران: 110). والصلاة من الله على العبد هي رحمته له وبركته لديه. وصلاة الملائكة: دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم كما قال: "ويستغفرون للذين آمنوا" (غافر: 7) "

و الان اقول كلمتي الاخيره بعد ان بحثت في هذا الموضوع اقول كلمه اخيره ان المقصود من الموضوع ليس ان نقول ان الصلاه على فلان يعتبر استقلالاً مرفوضا و هذا ما احسبه انا بعض الشيء و لكني اقصد بان المقصود هو الدعاء لهذا لان الاختصاص كان للانبياء و لكن للامه هو دعاء و نسأل اللهم ان يصلي علينا و يسلم علينا و ينزل برحمته علينا و يخرجنا من الظلمات الى النور

تحياتي
اسلام ابو بكر
22/1/2010