أيها الليبرالي الكافر ألا تعلم أن ... !



ليست هذه هي المقالة أو البحث الذي ينتظره البعض و لكنها تعتبر من جهة تمهيد و من جهة أخرى مقال منفصل تستطيع قراءته على نحو منفصل

حيث أنه كَثُرت فزاعة الأمور و أمور فزاعة و زِيدت في وقت إدارة الثورة التي نعيشها الأن وقت بناء العقلية المصرية لإستقبال معنى الديمقراطية المنتظره كالمخلص في أخر الزمان تحررنا من الفقر و الجهل و الإقتصاد الخرب تقوم بتوزيع مصادر دخل الدولة بالقيمة العادلة و ليتخيل القاريء الكريم ما سوف يحدث حينها و ما ستعيشه مصر من عصر زهو و إزدهار على كافة الأصعدة

البعض من المتشرذمون و الأحزاب و المتشيعون يريدون ألا نقيم هذا الحلم و نحققه واقعاً و يوظفون جهل الناس من مسار و صحوة ضميرهم من مسار أخر و يمتزج الجهل مع صحوة الضمير في عقلية المواطن المصري الذي بكل بساطة طلق عقلة و أطلق فهمه يستقي من غيره و سلم مقاليد حكم منطقية تفكيرة إلى البعض يثق بهم من فرط مشاعره العاطفية الجياشة و حبه لدينه المطلق حتى بدون مبرر ديني واضح.

هذه التركيبة معقدة للغاية فقط محاولة تفكيكها أو إصلاحها أنت إن فعلت لٌصقت بك كيل التهم من فوقك و تحتك و عن يمينك و يسارك فيربطون محاولة إصلاح أو وضع هذه المشاعر الجياشة على الطريق الصحيح إلى أنها إنحراف أخلاقي و يربطون محاولة تصحيح المفاهييم الدينية العامة إلى أنها زندقة و رجس من عمل الشيطان

و هناك أناس لا يخجلون من أن من يتكلم معهم من بني جنسهم و من عشيرتهم مسلماً موحداً يخطأ كما يخطئون و يأثم كأثامهم و يكيلون له السباب و يلصقون له العمالة و أنه كأحد قرون الشيطان !

ثالث التركيبة المعقدة هي الخوف و هذا يقع تحت بند الغطاء و التغييب الديني فبعض المناهج و خصوصاً السلفية (البعض منها)يناقضون حديث الرسول صلى الله عليه و سلم بالتعسير ولا التيسير فيجلبون لك من الدين ماهو حرام و يزيدون عليه و يستخدمون هذا في التخديم على مصالحهم و ما يريدون و الأدلة كثيرة على هذا و أخرها مثلاً أنهم ملأوا الدنيا صراخاً حينما التصويت على التعديلات الدستورية و قالوا قولك نعم طريقك للجنة، إلى هذا الحد يبجحون و يستخدمون الدين لخدمة ما يريدون و الناس ورائهم منقادون ليس هذا فقط ما حدث على الصعيد السلفي أخواني و لكن هذا ايضاً ما حدث عند المسيحيين ( النصارى ) فقد خرج من عندهم من يحرم القول بنعم و من يقول لا فقد دخل ملكوت الرب.

لماذا لا يلتفت الناس لهذا لماذا وجدوا فيهم المُخَلصين المُخلِصين و كأن على غُرر رؤسهم مبايعة من الله عز وجل

هذا الثالوث الممزوج المخلوط المتشابك و المبني داخل العقلية المصرية بخرسانة مسلحة من تراكمات الزج بالكلمات و السنين أصبح من الصعب تعديله و هدمه،

ثورتنا هذه لابد أن ترتقي من كونها أسقتط فرعون متمثل في بشر إلى أن تسقط مفاهيم خاطئة و تعيد بنية العقلية المصرية في الفهم و التمنطق و البحث ..

كما أسلفت بالقول باننا الأن أحزاب و شيع متشرذمون و يزيد تأصيل هذه الفكرة من يقول أنا سلفي أنا ليبرالي أنا علماني انا أخواني أنا مسيحي لا يقف عند القول بهذا فقط بل و يفعل ما تمليه عليه جماعته و يطلق عقلة و يسير درب الخراف مُدجن و الأسوء أن لكل حزب طوطم خاص به و مسمى الأتباع كما أطلق عليهم ( المُدَجنون - الطوطميون )

مجتمع حر يبدأ من الفهم، و تعالوا نفهم أصل الأمور و سأتناول في هذه المقالة فقط الليبرالية و علاقتها بالإسلام و ماهو هو الإسلام الليبرالي

الليبرالية كمصطلح عام شامل هي : (بالإنجليزية: Liberalism‏) اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر. فالليبرالية تعني التحرر. وفي أحيان كثيرة تعني التحرر المطلق من كل القيود مما يجعلها مجالا للفوضى. الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، إذ تختلف من مجتمع إلى مجتمع. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية.

وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا. ترى الليبرالية أن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة والحرية وحق الفكر والمعتقد والضمير، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد ووفق قناعاته، لا كما يُشاء له. فالليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد - الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك. - ويكيبيديا -


و كذلك نرى أنها كمادة خام نستطيع تطويعها لخدمة أهدافنا الجمعية و لمرجعيتنا الإسلامية نستطيع إعادة طبخها فتقول الموسوعة عن موقف الإسلام من الليبرالية الأتي : التحرر المطلق فوضى وضياع وعصيان لله وكفر به وعبودية للشيطان. أما التحرر المنظم بالشريعة وفي إطارها فهو تحرر حقيقي من عبودية الشيطان والهوى وهو تحرر راقٍ ومنظم ومثمر ليس فيه أي ضرر.


فلماذا نفتزع و نصاب برعب ديني من أن الليبرالية كفر و هي في برائتها منهج يُطوع و يُشكل وفق أُسس من الشريعة الإسلامية فالحرية ليست مطلقة هنا و لا يستطيع عاقل الزعم بأن تطبيق الليبرالية من شأنه إحداث خلل في الأخلاق الإجتماعية و أن نرى من بعد زواج المثليين على الملأ أو أن يمشي الرجل في الشارع عاري العورة كما يدعي بعض الشيوخ قليلو الفهم المحاولون دائماً لفرض قيادتهم على الناس بعرض قيح من المعلومات المغلوطة دلالة على جهلهم و غباء إدارتهم لفكرة التطويع السياسي المطلوبة حالياً


ما وددت عرضه بشكل بسيط يا أصدقاء هو أننا أمام المعاصرة الأن و سيود أحدكم القول بأن ما الجديد الذي ستقدمه الليبرالية في ظل أنك تنتقي منها الخير و تترك الشر و أن هذا متضمن بالشريعة الإسلامية بالأصل

سأقول نعم هذا صحيح و لكني أنطلق من منطلقين و هو المعاصرة فلا أستطيع أن أنعزل عن العالم بأن لا أعاصره في مصطلحاته و كلماته و أنا أعلم علم اليقين بأن شريعتي تتضمنه و تحوي الزمان و المكان و أن المنطلق الثاني هو أني أود أن أريهم أن ما أطلقتوه خيراً و بذلتوا عليه الجهد الجهيد إنما هو عندي منذ 1400 سنة في شريعة أحكمها القرأن و أرساها الرسول صلى الله عليه و سلم إلى أخر الزمان مناسبة و معاصرة و إنما هي المصطلحات و المسميات فقط ما أرتديها فما علمنا الرسول المشي عرايا و لكنه علمنا الإحتشام و أطلق لنا إختيار العناوين و نوع اللباس في أن يكون جلباب أو بدلة معاصرة ماركة جورج أرماني ..!


الليبرالية الإسلامية هي جزء من الشريعة الأصل للإسلام و هي ليست ما يقدمه شيوخ اليوم و إن أردنا الإستفادة فعلينا مراجعة التاريخ و التعلم من الأئمة الأربعة و الشعراوي في فقه التفسير القرأني و محمد عبده في نهضة المجتمع و الأفغاني و الغزالي و ليس فقط في أن نستقي من من يختاروه لنا من إبن باز أو العثيميين أو إبن تيمية و القيم و لا أحجر على أحد في طلب العلم من جهة ما و لكن لابد من توسيع المدارك و الأفهام ولا نستقي من أصل إجتهادي واحد ...


تحياتي

إسلام أبو بكر

29/4/2011


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام