من السلفية إلى الإلحاد - الجزء الثاني

عبد الله القصيمي .. حامي الديار السلفي فيما مضى و الهاجي إلهه من بعد الإلحاد الأعظم .
رجلاً فرغ من تدمير كل الطواطيم و المواريث و المفاهيم في كل كتاب ألفه، ما عهدت من أحداً أقدم على هذا أبداً و ظل يؤلف الكتب إسهتجائاً لفترة إيمانه بالله و إستهجائاً لله نفسه.

في كتاب (الكون يحاكم الإله) الذي نستخدمه طوال هذه السلسلة يقول أنسي الحاج على الغلاف الأخير مقدماً
" إقرأوا القصيمي لا تقرأوا الأن إلا القصيمي . يا ما حلمنا أن نكتب بهذه الشجاعة ! ياما هربنا من قول ما يقول ! ياما روضنا أنفسنا على النفاق ، و تكيفنا ، حطمنا في أنفسنا الحقيقة ، لكي نتقي شر جزء مما لم يحاول القصيمي أن يتقي شر قوله في كتبه.
و يهجم على الكلمة هجوم البائع الدنيا بكلمة ....
ولا يرتاح له عصب . ولا يتراجع من اللسان . ولا تصدقه عيناك!
أعربي، تتسائل ءهذا القائل؟"

هذه الكلمة يلقيها أنسي الحاج مدحاً فيما طرحه القصيمي و لكن يا ترى ما هو الطرح الممدوح بكل تفاصيله و بقوة و حماس ؟
هذه هي تبعات حلقاتنا في السلسلة من السلفية إلى الإلحاد.

لنبدأ بالتعرف على القصيمي تعريفاً موجزاً و من أراد الإستزادة فعليه بالإستعانة بجوجل فهو لا يبخل على أحد !

نقلاً عن إجابات جوجل .
( عبد الله القصيمي ... مفكر ... في سطور )

أحببت أن أنقل لكم بعض ما قرأت عن هذا القصيمي الذي تحول من سلفي إلى ملحد والتي سأعرضها إن شاء الله على حلقات
أولاً : قراءة في حياة ( القصيمي )
( الإلحاد ) كلمة تستفز شعور المؤمن ، وتبعث الرعب في وجدانه. وقراءة سير الملحدين تدفعه إلى الخوف من استلاب الإيمان فيزداد تعلقه بالله ، وتفويض أموره إليه ، وتدفعه -أيضاً- إلى حمد الله والثناء عليه؛ بما أنعم عليه من نعمة الإيمان . ولهذين السببين نحب أن نقف عند سيرة الملحد المشهور ( عبد الله القصيمي ) حيث يمثل في إعلانه الإلحاد ، ودعوته إليه ، وشن حملات على الدين والتدين - حالةً تكاد تكون فردية في صراحتها وشدتها ، واستخفافها بكل القيم ، والعقائد في تاريخ العرب الحديث. وقد عاش حياة طويلة حافلة بالتقلبات الفكرية، والمعارك الصاخبة ، وترك مؤلفات عديدة بلغت عشرين مؤلفاً في أكثر من عشرة آلاف صفحة. وقد أحدثت بعض تلك المؤلفات في حينها دوياً كبيراً ، وقد كتب عن القصيمي الكثير، من ذلك : ( دراسة عن القصيمي ) لصلاح الدين المنجد ، ورسالة دكتوارة لأحمد السباعي بعنوان ( فكر القصيمي ) وكتب أيضاً الكثير من الدراسات والردود حول كتبه ، إلا أن مسيرته لم تَحْظَ بالدراسة الشاملة، سوى لمحات في كتاب المنجد ، وفصلٍ واحدٍ من رسالة السباعي للدكتوراة. ونشرت مقالات تتحدث عنه بعد وفاته لسيد القمني ، وفوزية رشيد وجاسر الجاسر .
وفي سنة ( 2000م ) ترجم محمود كبيو رسالة الدكتوراة التي قام بها الألماني يورغن فازلا عن القصيمي بعنوان ( من أصولي إلي ملحد ؛ قصة انشقاق عبد الله القصيمي ) وتقع في ( 250 صفحة ) ، وهي أشمل وأهم دراسة كتبت عن القصيمي
والقصيمي مر بعدة مراحل سنعرضها إجمالاً ثم تفصيلاً إن شاء الله
البحث عن الهوية --> السلفية -- > العلمانية ---> الإلحاد
يتعجب البعض عندما يقرأ أو يسمع نبأ إلحاد رجل مثل الشيخ عبد الله القصيمي ! فمن مؤلف لكتاب ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) وهو كتاب في الرد على الشيخ الشيعي محسن الأمين الذي هاجم الدعوة السلفية وتهجم على دعوة الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى مؤلف لكتاب ( الكون يحاكم الإله) فمن عالم في الدين ينافح عنه ويناضل في سبيله إلى ملحد !
هل كان ملحداً في الأصل ؟ أو هل هو عالم أصلاً ؟
هناك أسئلة كثيرة يبحث الإنسان لها عن جوابا شافي في حالات كثيرة تشبه حالة القصيمي.
لقد كان عبد الله القصيمي طالباً للعلم ومتميزاً وكان منذ نعومة أظفاره وهو يشتعل ذكاءً ويتقد عبقرية، وشب مسلماً متديناً متحمساً للدين والدفاع عنه، ألف كثيراً من المؤلفات للدفاع عن الإسلام ونصر الدعوة السلفية والتصدي لأعداءها .
كان القصيمي يتمتع بذكاء وعبقرية وأسلوب ساحر جميل ، فهو كما يقال: أديب من الطراز الأول ومفكر من الدرجة الثانية .
يقول في حقه الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري :
(إن صحراء المنطقة الوسطى من الجزيرة العربية أنجبت مفكراً مليح الأسلوب، أشهد أنه يتفنن في عرض دعاوى الفلاسفة والعلماء الماديين من أمثال بخنر وسارتر... القصيمي يتقن رسم الصور ويسرف في الخيال ويغني وينوح إنه فنان متمزق إنه أديب ساخر ساحر ).
ساهم القصيمي في الدفاع عن الاسلام فألف كتباً عديدة في الرد على الشيعة وألف كتباً تصدى فيها للملاحدة الذين يتصيدون في الأحاديث النبوية ويثيرون عليها إشكالات ظاهرية، وهكذا كان سجل القصيمي حافلاً بالملاحم والجهود في خدمة الإسلام .
---------------------------------------------------------

فالقصيمي رجلاً من رجال السلفية الأشداء حينما كان ينتمي للإسلام كبيت كبير و إنقلب تماماً إلى ملحد عنيد أعطى في مرحلة إلحادة أكثر مما أعطى حينما كان مسلماً سلفياً فمن إحدى كتبه الشهيرة .. العرب ظاهرة صوتية - الكون يحاكم الإله - أيها العقل من رأك - يا كل العالم لما أتيت - يكذبون كي يروا الله جميلاً
و هي أكثر من كتب مرحلته السلفية كمثل : الثورة الوهابية - الفصل الحاسم بين الوهابيين و مخالفينهم - الصراع بين الإسلام و الوثنية

قال المسيح عليه السلام . من فمك أدينك
فالقصيمي ترك إرثاً و وجب على الوارثون أن يتعاملوا مع هذا الإرث و نحن في تفويض أنفسنا لهذا و كأن الإرث هذا فكراً و كان الوارثون هم المفكرون، ننطلق للسؤال الذي سيسأل .
لماذا أصلاً عرض كل هذا الكلام الفاجع و لما التطرق له ؟
الإجابة .. هي أنك لست بأعمى و لا نستطيع الغفلة عن ما هو موجوداً بين أيدينا فالله لم يقل لنا تجنبوا الشيطان و تناسوه بل قال هو عدوكم فإتخذوه عدواً لكم و حثنا على حربه ، هذا هو المنطلق .. كتاباً كمثل تلك الكتب سهل إيجادها لم يتم حرقها بعد كأغلب كتب السحرة في العصور الوسطى ولا ندعوا أصلاً لحرقها حتى و لو جاء بين طياتها ما هو أفظع مما أن تتخيل فكتاباً كمثل الذي أتناوله في هذه السلسلة الكون يحاكم الإله مليء بستمائة صفحة أو يزيد من السطور التي قد لا تدهشك فحسب بل و تصدمك صدمة لا تستطيع معها إلا ترك الكتاب خوفاً من أن تنزل عليك صاعقة من السماء!

و هنا أستعرض معكم أحد اللإقتباسات مما جاء في الكتاب

و اشوقاه إلى أبي لهب و أبي جهل و أبي سفيان و إلى أمريء القيس و إلى كل إخوته في الشاعرية و الجاهلية أي أن لم نجد بديلاً عن ذلك أو عن هؤلاء إلى أبا هريرة و أبا ذر و أبا تراب و أبا حنيفة و أبا حامد الغزالي و إلا رواة البصاق و الإستفراغ المزعومين أحاديث نبوية كونية إلهية رواها أبو هريرة عن النبي محمد، و رواها محمد عن غار حراء، و رواها غار حراء عن الملاك جبريل، و رواها الملاك جبريل عن الإله ، و رواه الإله عن جبريل، عن غار حراء، عن النبي محمد، عن أبي هريرة.
و رواه أبو هريرة عن قبيلته و والدته و اخلاقه و تاريخه و ظروفه و ثقافته و ذكاءه و عن رؤيته و تجربته للنبي محمد ...!
هل يوجد تحقير يساوي الرواية العربية للتاريخ و الحياة و للراوي و للمروي و المروي عنه و لكل شيء؟ (ص271)

و هذا مقطع أخر

هل كانت هناك مؤامرة لا مثيل لها فظاعة و خبثاً لتعليم العرب أحقاد و بغضاء و تعصب و قسوة محمد و القرآن؟.
آه. ما أبشع البغضاء و القسوة و التعصب و الأحقاد التي جاء محمد و القرآن ليعلمها لجميع البشر أو للعرب وحدهم .!.
كيف لم يعرف العالم كل العالم ذلك ؟
ما ذنب العالم لكي يعلمه و ستفرغ فيه نبي العرب أحقاده و بغضاءه و تعصبه؟ (ص270)

لا داعي للإندهاش فما المطلوب من كل هذا و ما كانت نيتي لكل هذا إلا أني عندما أمسكت هذا الكتاب بين يدي شعرت باني أستطيع الرد على كل زعم فيه شعرت بأنني لا أستطيع الحيد عن ذلك و ضرورة هذا طغت على مشاريع كنت قد جدولتها فأقدمت عليها هذه السلسة لإيماني بضرورة الرجوع إلى باب الإلحاد خصوصاً بعد أن تم إستفذاذي من هذا الكتاب ليس لسبب إيماني اكثر من أني أستطيع الرد عليه بالعقل و المنطق.

في المقالة التالية أمسك أخر مقطعين أنهيت بهم هذه المقالة و أفتتح بهم الردود .. تابعوا

تحياتي
إسلام أبو بكر
1/07/2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام