أنا إسلام أبو بكر، أنا رسول هذا الزمان


الساعة الأن الرابعة بعد منتصف الليل، يلفح الصقيع جبهتي قادماً عبر ممر هوائي يغزو الطرقة التي أعبرها ولوجاً لغرفة المعيشة، الجو بارد الليلة .. ولا أدري ما الذي أيقظني، هل يا ترى هذه الرؤيا الغريبة أأقصوها عليكم ؟؟ لا داعي
أجلست حالي أجفف رقبتي و جبيني من العرق رغم برودة الجو مندهشاً لإنصباب العرق على جبيني و رقبتي قبل أن يزداد أندهاشي و لربما رهبة لإحساسي بساقاي كأنهما لوحا ثلج !
أتجسسهما في رعب يقطع فزعي بهما فزعُ أكبر لما قد رأيت أمامي !
تشكل على الجدار المقابل لي حفراً في التو يتم الحفر .. شلل أصاب عقلي لثواني قبل أن أتدارك ما أرى و أتثاقل على نفسي و لوحا الثلج أسفلي أجرهما لمكان النحت على الجدار أمامي ...

إنها كلمات .. نعم كلمات تصرخ بوضوح حروفها و معانيها .. كلمات تكتب و أنا أرمقها في دهشة ربما دهشة ملغومة برعب أزرق يتسلل عمودي الفقري .. قشعريرة البرد تلعب دوراً هي الأخرى بعزفها سيمفونية وقع الصقيع على أطرافي التي باتت جزءاً من جسداً أخر لو فجرها أحدهم لن أحس بشيء منها ..

إنتهى الحفر على الجدار و تمتمت الحروف فالكلمات فالعبارات و الجمل حتى قرأت و عرفت ما كُنب على الجدار .
ما هي إلا لحظات حتى إندلى جسدي كماء مسكوب على صفحة سيراميك الغرفة البارد .. ليزيد الأمر عذاباً لا أشعر به على أي حال ..

***
ما من أي جزء بالأعلى صحيح إلا أنه الوقت بالفعل الأن الرابعة بعد منتصف الليل ...
أمسكت ما دونته و أعتصرت الورقة بقبضتي قبل أن أقذفها مباشرة لتدخل سلة المهملات بجانبي مباشرة ؟
ما هذا السخف الذي كتبته .. هل تود أن ينظر لك شذراً متهمينك بخيالِ مريض ؟
هل كل هذا لتصوغ العنوان الذي تلوكه من البارحه ذهاباً و إياباً في عقلك .. رسول زمان ماذا ؟
سيكيلون لك التهم الأن فإنتظر 
تهم من عينة إستخدام عنواناً في غير موضعه .. أو حتى أن تكتب عناوين لتشد بها أعين الناس .. هل مللت قولك و تبريراتك بأنك لا تفعل هذا بل أن كل عنوان تستخدمه في محله فعلاً ؟
ثم ما الذي تحاول إقناع نفسك به الأن ؟!
هل تحاول إقناع نفسك بأنك المغلوب على أمرك المغضوب عليه منسجماً بروحك الخلاقة بعيداً لتنرجس لنفسك فلسفة أنك على حق ؟!
***
كان هذا حديث نفسي قبل أن أخذ بورقة أخرى جديدة أرمق إنسجام سطورها الفارغه فيما بينها و كأنها ممرات ستزدحم و تحتضن كلماتي بعد قليل ..
نظرت لها في شغف و لهفة جديدة و شرعت أكتب ...
***

أمسكت الورقة و كتبت في منصف يمينها " نبي " و ذهبت لمنتصف شمالها و كتبت " رسول " و بينهما أسدلت خطاً فاصلاً
في حارة نبي كتبت .. كل رسول إلهي .. هو نبي و قفزت بالقلم لحارة رسول و كتبت .. ماذا تعني كلمة رسول ؟
قلبت الورقة متأملاً إستنتاجاتي و التي لم تكن عبقرية على أي حال، مسكت القلم و أعدت وجه الورقة أمامي و رسمت فرعين من تحت كلمة رسول، فرع معنون بــ رسول إلهي و الفرع الأخر بــ رسول يحمل رسالة.

تجولت في السقف متخيلاً المقارنة ثم كتبت رسمت خط يصل بين رسولاً إلهي و نبي و كتبت على الخط الواصل بينهما .. علاقة طردية .

و أدلفت من بعد إلى كلمة رسول يحمل رسالة و رسمت حولها دائرة ..
إذن هذه ورقة إستنتاجي البسيطة ..
إذا كان إسلام أبو بكر الذي يكتب لكم الأن رسولاً فهو إما رسولاً من إثنان .. إما أنه رسولا إلهي أو أنه رسولاً يحمل رسالة ....
لنأخذ الإحتمال الأول !
ماذا لو كان إسلام أبو بكر رسولاً إلهي ؟
إذن كان ينبغي الأتي:
أنه نبي، هذا لأن علاقة نبي برسول كما رسمتها على ورقة الإستنتاج هي علاقة طردية فليس كل نبي رسول و لكن كل رسولاً بالضرورة نبي .. و إذا كنت رسولاً إلهياً فينبغي أن أكون نبي .. إذن ما هو النبي أيضاً ؟؟؟
أرجعت ورقة الإستنتاج أمامي و في حارة نبي كتبت :
النبي هو ما تتمثل فيه صفات النبوة من الطهارة و العصمة و مكارم الأخلاق
قلبت ورقة الإستنتاج لأكتب رجوعاً للمقال، إذن أنا لست بنبي .. فلن أنشر غسيلي النظيف على الملاً فبالطبع لست عفيفاً كامل العفة و لم أك يوماً معصوماً لا من نفسي ولا من الناس ولا من معصية، و لم أتحلى بمكارم الأخلاق للحد الذي يؤهلني مقارعة أياً من بني البشر فالله الحكم ... 

إذن الإحتمال الأول يسقط فإسلام أبو بكر ليس نبياً و بالضرورة هو ليس رسولاً إلهياً ؟
هل وضح كل شيء الأن ؟
هل كل هذه المتاهة كي تقول للناس أن معك شيئاً يلبسك لقب رسولاً و تتقيء فلسفة قد لا يكون لها داعي ؟
إذن سأقبل أن يكيل لي بعضكم حتى السباب .. و لكن إجلالاً للرسالة لا تفعلوا .
إني رسول الإسلام .
إني أنا من إستلمت راية الإسلام بعد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين و الرسل 
هو الذي وضع ثقته فينا و قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة:3
أنت و أنا بمقدار تفاوت الإسلام في قلوباً نحن رسلاً 
أنت و أنا رُسل الإسلام 
أنت و أنا رُسل هذا الزمان
فإن رسالتنا هي الإسلام و قد أوضعها بين أيدينا رسولنا الكريم صلوات الله عليه و تسليمه .. كي نحزوا خطاه في التبليغ و الدعوة إلى تلك الرسالة السامية ..
هذه الرسالة التي باتت الأن نشيداً من أناشيد الإرهاب .. فإن من جعلوها هكذا هم رُسل فاشلون !
و ما كان لرسلاً فاشلون بإقتداء بأنجح الرُسل في تاريخ البشريه و هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هل من جعلوها إرهاباً هم قد حزوا سنة نبينا الكريم، من قال نعم فقد أصاب الإتهام في نزاهة الرسول في رسالتة و كيف قدمها للبشرية ؟
الإمام الأستاذ محمد عبده كان رسولاً للإسلام 
الشيخ الشعراوي كان رسولاً للإسلام
أيضاً كان مقتدى الصدر رسولاً للإسلام
و كان بن لادن رسولاً للإسلام 

فإختر ماهو طريق تأدية رسالتك و سل نفسك سؤالاً ... هل كان بن لادن و من على شاكلته يحزون خطى الرسول ؟

***
ما من أي جزء بالأعلى مهم لذلك 
طويت ورقة المقالة بعد أن إزدحمت الكلمات بين السطور كمرجان البحر، فتحت خزانتي بجوار مكتبي و ألقيت بالورقة و أغلقت عليها الخزانة .. و جئت لأسألكم .. هل نكترث حقاً ؟

تحياتي
إسلام أبو بكر
رسولاً لدينه الإسلام الذي يراه دين الرحمة و السلام
14/10/2011
القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام