شبهة إسم محمد !




قد يكون يا قاريء هذا المقال إسمك محمد، و لم تكن لتلتفت أن بالإسم شيء!  حتى قد تكون أعتى من مجرد قاريء و تكون متخصص لغوياً و لم تلتفت أيضاً للإسم إن كان فيه شيء ؟!
العرض اليوم سريع و بسيط، و لن أذهب قبل أن أغلق تلك الفوهة التي بدأها ممن في نفوسهم مرض، و بدون ذكر لمصدر إستقاء تلك الشبهة فأفضل أن ألج بتناولها و وضعها على طاولة البحث اللغوي و الكلامي ...

في البداية هل تتفق معي أنه لا يحمد إلا الله و إلا هنا أداة إستثناء بالأحرى هي أداة توحيد " لا إلا إلا الله "، فالوحدانيه و التوحيد و الحمد صفات أختصها الله لنفسه بها.
كيف تتفق و تستوي هذه المسلمات مع الإسم محمد ؟
لم تلاحظ بعد، حسنا الأن أعرض عليك الشبهة بكامل وجهها 
محمد على وزن مُفعَل و معنى الإسم هو الذي يُحمد و لأننا ننطق الإسم هكذا مُحَمد فيكون معناه الذي يُحَمّد كثيراً و لكن إذا نطقناه هكذا مُحمِد على وزن مُفعِل أي الذي يُحمِد ( الميم مُسكنة و تحتها كسرة )، ( برجاء أخذ التشكيل بعين الإعتبار و التأني )
نخلص من هنا أن شتان بين التشكيلان فلقد خلقا معنى لكل واحد منهما يختلف عن الأخر تماماً حتى لو كانوا قد تكونوا من نفس ذات الحروف و لكن التشكيل غير معنيهما و نطقهما .

نحن بالطبع نأثر النطق دائماً بالتشكيل الأول مُحَمد عن التشكيل الثاني مُحمِد أي على حسب التفسير اللغوي الذي أوردته 
هل أدركتم الأن حجم الشبهة .. معنى هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يُحَمَدّ أي يحمده الناس أو أياً من كان من دون الله !

عصف بي هذا السؤال أيها الإخوة و الأخوات لمدة يومان تقريباً و قطن قلبي اليقين بإيجادي لحل هذا اللغز و إستعنت برأي من أثق في علمهم و بعض الأصدقاء و لأن هؤلاء نوعية مختاره و منتقاه حولي .. قد عززوا داخلي ما قطن قلبي و فطنة تصوري عن حل هذا اللغز 

و بداية حل هذا الأمر يبدأ من فهم صفات الله و ذاته، و بعيداً عن سبر أغوار معضلة فلسفية أخرى تختص بصلب العقيدة سوف أسرد لها مضماراً أخراً و هي الذات و الصفات و يكفيني الأن بإختصار أن ألمح بأن الله سبحانه و تعالى قد أخفى مكنون صفاته و ذاته و أظهر مخلوقاته و أعماله ( الظاهر الباطن ) و هم صفتان متلازمتان إلى الحد الذي يجعلنا يقيناً لا نفصل بأخذهما في أطروحة من هذا النوع من الأطروحات ..

تصادف أو تصادم تلك الصفات أو الأسماء التي أختص بها الله نفسه بأمور نحتك بها في حياتنا فكم منا أسمه رحيم و كريم و محسن بل أيضاً عظيم غير الصفات التي نصف بها بعضاً هذا الرجل رحيم هذا الرجل عظيم تلك المرأه كريمة .. و لست بداعي الحصر الأن 

ستكون تلك المشاهدات اللغوية نداً لصفه أو إسم من أسماء الله الحسنى في إحدى هاتين الحالتين 
الأولى أن يجهر من أختص لنفسه إحدى تلك الصفات بأنها صفاتاً بها نديه لله كما فعل فرعون ( أنا ربكم الأعلى ) 
الثانية أن يبطل عن الإله إحدى تلك الصفات و يلصقها بنفسه و هو بهذا غالباً سيكون ملحد.

لكن الله و صفاته و أسماءه بعيدي المنال عن التعدي أو التساوي بها لأن صفاته و أسمائه هي من مدلولات ذاته فمن ضمن أسماءه البديع و لقد أظهر الله لنا بديع خلقه و أبطن طبخة هذا الإبداع و العلماء الكونيين الأن و غيرهم من البايولوجيين و الأنثروبيلوجيين و علماء الإحاثة و الهندسة الوراثيه يعرفون مصطلح كــ الذرة الإلهية أو الشفرة الإلهيه و الكل في سعي لمعرفة كيف خلق الله الكون سواء من أمن بالتصميم الذكي و الخلق أو مَن مِن ملحد يبحث عن البدايه و كيف نشأت و في هذا حديث يطول ..
أخفى الله مكنون صفته البديع و أظهر نواتج هذه الصفه 
أخفى الله مكنون صفته الرحمن و أظهر منها جزء واحداً في الدنيا عوضاً عن إختزاله التسعة و التسعون للأخره 
أخفى الله مكنون صفته الرزاق و الوهاب و أظهر منها من ما تقتاته كل يوم بلا علم بما سوف تقتات منه غداً فهو يرزقك بغير حساب
أخفى الله مكنون صفته المنتقم و أظهرها بيانا في حساب يقتص من الظالم و أنت لا تعلم أليه القصاص

هذا هو المبدأ و الإسم محمد هو من تجليات تلك الأسماء و الصفات و لم نصف به الرسول نفسه بل الله هو ذاته من ألقى عليه هذا الإسم 
فقبل ولادة النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى إسمه أحمد على وزن أفعل أي أنه فعل مستقبلي و حينما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم للدنيا كان أسمه محمد بمقتضى قول الله عز وجل " عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " و لقد بعثه الله مقاماً محموداً و جعله محمداً و محموداً و ليس كحمده من حمد الله فشتان بين إطلاق الصفه على الموصوف و بين إستخراج الصفه من مصدرها فالصفات باطنه و الموصوف ظاهر و صفات الله باطنه من ذاته و الموصوف محمد ظاهره من إطلاق الله ذاته عليه تلك الصفه كما صلى الله عليه و أوصانا بالصلاة و التسليم عليه بأثر رجعي لأنه موصوف بتلك الصفة و معزز من الله من قبل أن يكون جسداً 

فلا شبهة هنا يا سادة 
يقول الله تعالى " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "
و يقول الله تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً " 
الأولى و نحن نصلي عليه بأثر رجعي
الثانيه و لقد جعله الله في هذا المقام المحمود و جعله محمداً ..
و الحمد هنا هي الشكر و لقد شكر الله رسوله بأنه بعثه مقاماً محموداً و أوصانا بان نشكره و يقول رب العزة عن نفسه بهذه الصفة التي تتجلي في موضوعنا " الشكور " 
إن الله غفور شكور " ، " ان ربنا لغفور شكور " ، " و الله شكورا حليم " 
و لقد فرقت بين مكنون الصفة و تجليها
فمكنون الصفات من مكنون الذات و الصفات هي التي إصطفى بها الله لنفسه و تجليها هو إلقاء ظاهرها على مستحقيها كالإسم مُحَمد إسم نبينا صلى الله عليه وسلم ... 

ولا عجب من هذا فالله يقول أيضاً " هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور " 
فالتعزيز و التوصيف و الإطلاق يأتي من قبيل الله و لم يطلق النبي على نفسه صفة أو إسماً و إنما أختارها الله له بمقتضى بعثه المقام المحمود 

أخوتي و أخواتي 
تأتينا الشبهات عن يمين و يسار و نحن نبحث عن مخرج في قول الأقدمين، نحن لا نبجل و نقدس الأقدمين بل نأثر لما أجتهدوا فيه و نرتفع عليه لا نجعله هو سقف معرفتنا بالدين .. لا سيما و بعض تلك الشبهات ليس لها رداً في تلك الكتب، و لو كانوا بيننا لأرادوا لنا تطوير ما بدأوه .. القرأن واحد و تفاسيرة تتطور
القرأن إلهي أزلي لا يتطور لان التطور اليه زمن و القرأن كنص و كلام الله يتعالى على الزمن ... التفاسير عمل بشري لابد له من التطوير لأنها عمل لألية الزمن.

أسأل الله أن أكون قد أصبت السبيل 

تحياتي
إسلام أبو بكر
19/12/2011
القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام