سقوط الجماعة


يقولون أن بداية العدَ التنازلي لعُمر البشرية و أوائل علامات الساعة هي شروق الشمس من مغربها، لم يكن لهذا اليوم شروقاً لشمس من مشرقها أو حتى مغربها، كان يوماً أسود، البشرية كلها تنعيه، مسلميه و مسيحييه و بوذييه و يهوده و ما دون ذلك، أختلج الرثاء ذرات الهواء نفسه و ما عدنا نعي كمسلمون كيف نستطيع الإجتياز ؟

سقط الإخوان
و تهدمت ألاف المأذن في كل ربوع القطر المصري، قُطَعت المصاحِف و صارت أوراقها ثرى الأفق بإمتداده.

لم يطول المشهد أكثر من يوم و الذي يليه حتى نرى الناس سكارى يطَوحون في الشوارع و الأزقة و على جنبات الطريق، المجانة هي سمة الشارع الأن، الناس خلعوا من على أجسادهم ثياب الحياء و بتنا نرى الشواذ يلهون ككلاب في صفائح القمامة على مرأى و مباركة كل المارة.
هذه العاهره، أعرفها يقولون عليها سما المصري، ها هي تتلوى كأفعى في غمرة السُكر فرحة مبتهجه مهلله بإنعدام الأخلاق في الشارع، هذه هي اللحظة التي كانت تتربص بها هي و كل من أراد من الإسلام شيئاً من القهر، لقد إنتظروا سقوطه حتى يلوذ كبتهم الأخلاقي المتعفن بالفرار من الحراسة المشددة التي كان يفرضها عليهم حماة الدين و الدولة !

رجع كل شيء أدراكه و أسوء، فالشرطه أستفحلت و أستعرت و باتت تمشي بالسياط على رؤس الأشهاد تلتهم سياطهم كل من جانب قارعة الطريق يمشي في حاله معتزلاً السيرك الذي يرى.

الفقر زاد و بات من الظفر و الغنيمة إن لقى أحدهم كلباً هنا أو هناك حتى ينقض عليه ليسلخه و يأكله و يؤكله أولاده، ما عاد زاد ولا رمق و غرقت شوارعنا في ظلام مدقع، من كان له بيتاً لزمه و إن كان عنده مصابيح أو كهرباء رُغم على عدم النعم بها حتى لا يثير الإنتباه و الرغبات نحوه و نحو أهل بيته 

ليت ما مزق الوثاق، كان علينا العيش بهوان تحت طائلة حكم المرشد و أوامره
هل كنا أغبياء لهذه الدرجة ؟
كانوا هؤلاء يعرفون ببواطن الأمور!
كنا نحقد عليهم قدرتهم العجيبة في حشد و قيادة الجموع الغفيره و كأنهم أولياء أمورهم يعرفون عن مصالحهم أكثر مما نعرف نحن!
لقد كانوا يسوقون دائماً للخطر القادم إن هم تنحوا و لم نكن نصدقهم و كنا نراهم كلاب سلطه، و لكنهم كانوا يحاولون طوال الوقت حثنا على الإنقياد و الإذعان لهم بالهوان قبل القوة ، هذه ضريبة لم يكن ليتخلوا عنها و لم يكن ليعفوا الناس ثقلها عليهم ..

لم تسقد البلد فقط
سقط الإسلام ككل

تبعات حل الجماعة تتالت بعدها حل الجماعة في كل البلاد، لقد كانوا مركزيين و كان مركزهم و رأسهم مصر فأنهار جسد الجماعه بعد ذلك في كل البلاد و إنهار حصن الإسلام الأول و منارته 

نحن الأن كلنا في حالة ترقب و إنتظار
متى تقوم الساعة ؟!
ألم تقولوا أنها ستقوم على شرار الناس ؟!
و الأن ما بقي على الأرض إلا شياطينها .. ما بال الميعاد قد تأخر ؟!



تحياتي
إسلام أبو بكر
5 ديسمبر 2012
القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام