قبل النهاية



ملحوظة: ليكون عندك تصور أفضل عن شكل هذا الكيان، فسيكون هذا المقطع مفيداً
http://www.youtube.com/watch?v=Z0nfZ3AtxoQ

اليوم هو الحادي عشر من التاريخ الجديد للأرض، بات الناس يعرفون يقيناً بأن لا سواهم على قيد الحياة في كل أرجاء العالم! 
ربما يكون هناك من لم تصله الكارثة في إحدى جزر المحيط الهادي، و لكن اليقين الأن بأن ما من أحد في القارات الخامس إلا و قد هلك.
العشرات يصطفون، يعرفون بعضهم البعض، تركوا يوماً أو يومان بدون ألم و بدون ظهرواً لتلك المخلوقات الكريهة التي باتت تحتل المدن و الغابات لا تفعل شيئاً إلا تخليص الأرض من جثث البشر!
بدأ التقويم الجديد للأرض، ربما ينتهي اليوم بإنتهاء حياة أخر إنسان و يكون قد ولى عهد البشر الى الأبد!

بدأ كل شيء عندما أعلن بارالكس قدومه الأرض و بزغ في رأس السماء يجذب أعناق الناس نحو الأعلى ترتكز نواظرهم برعب عليه و اذانهم صمها الدهشة و الهلع !

وقف كمجموعة نجمة الجبار في عرض السماء بكامل هيئته، ثم و بسرعة الضوء أسرع بوجه المرعب نحو كل من وقف يحدق فيه و كأن رد فعل الناس سيبدأ من بعد ما ينتهي بارالكس من قدومه نحوهم بوقت طويل، و هو ما حدث فجزع الناس من فرط الرعب و نادى منادي ألا تفعلوا حيال الأمر شيء و كل يلزم مكانه و رباطة جأشة و يحافظ على هدوءه، ما لبث المنادي أن أفرغ نصيحته في جوف الناس لتمتزج مع رعبهم في مزيج كريهه متضاد حتى لم تستحمله أحداهم و خرجت من بين الصف تهرول هاربة و تصرخ بألف حنجرة من الجحيم و كأن زمرة من النساء من الزناة يعذبن بصب الحميم في حلوقهن.

إمتدت في سرعة البرق طرف من أطراف بارالكس تعالج بدورها هذه المذعورة لتضمها إلى جسد بارالكس  العظيم، و كأن ما حدث للتو هو تهديد واضح بأن من يتحرك سيكون مصيره كمصير البائسة التي إمتزج جسدها للتو مع غبار هذا الكيان المرعب.

إرتفع بارالكس للسماء مجدداً في تهديد أخر يحاول فيه صيد فريسة أخرى تتخلى هذه الأخيرة عن منطق بات الكل يعرفه لينجو و هو ألا يتحرك أحد هنا.

و لكن و كأن هناك روحاً ما دبت في خمسة من الواقفين تحت ظل هذا الكيان، يعلنون التمرد في شجاعة لا مثيل لها و يتقدمون نحوه و يصرخون في وجهه لعل هذا يردعه في محاولة بائسة و كأن فأراً يهدد أسد!

إعتقد الناس بأن هذه الحيلة تنجح، فإختفى بارالكس و توارى في ظلام السماء!
و لكن!! بدأ الواحد تلو الأخر من هؤلاء المتمردين البؤساء يختفي للأسفل، فقد برزت يد سوداء عظيمة تحت كل واحداً منهم تسحبه للأسفل فيختفي في تجويف الأسفلت المصنوع للتو من هذه اليد التي خرجت من الجحيم!

إلا أخرهم كان شاباً في منتصف عشرينيات عمره، أنقذته سيدة مسنة بأن أمسكت يده و باتت تجذبه بكل طاقتها للأعلى و بدى الأمر بأنه ينجح، فرغم كل هذا لا يعلم الناس كيف أفلت هذا الشاب بمساعدة إمرأة هزيلة شدته للأعلى ضد قوة أعنف تشده للأسفل!

راح الناس ينظرون لما حدث في رعب و دهشة و بدأ إثنان من الواقفان جوار الشاب و المرأة في جذبهما للصفوف الخلفية و سكن العالم و سكت في ثلاث دقائق كاملة قبل أن يأتي هجوم أخر من بارالكس!

هنا هب هذا الشاب من مكانه و تقدم نحو بارالكس و قد تجسد الأخير في صورة أصغر كثيراً من ذي قبل، إنقض الشاب عليه فلكمه لكمة ضعيفة لم يتزن جسده بالقدر الكافي ليجمع مشحون طاقة تدفع قبضته بقوة و مع ذلك هبطت على وجه بارالكس و كأن وجهه مصنوع من الزجاج و قد بدأ يتشرخ!

في نفس لحظة إرتداد قبضة الفتى عن وجه بالرالكس دفعته هذه الصدمة للوراء متران او ثلاثة فقد على إثرها إتزانه و حاول أن يقف مرة أخرى و شجعه على هذا أنه رأى تأثر بارالكس الواضح بلكمته الضعيفة التي لم ترضيه هو نفسه، هذا ما دفعه للتقدم نحوه مرة أخرى عازماً أن تكون هذه القبضة هي الأخيرة و الحاسمة.

إنكسر وجه بالرالكس تماماً و تناثرت ذرات الزجاج على الأرض، و أخذ الناس ينظرون لما يحدث في عدم تصديق، هل كان الأمر بكل هذه السهولة و السذاجة ؟ !

هل كان الأمر لا يتطلب إلا قلباً شجاعاً عوضاً عن قبضة بطل !

تخيل الكل أن الأمر إنتهى هنا، ما لبث تفهمهم لما يحدث أكثر من ثانيتين حتى خُسفت بهم الأرض و ظلوا ينزلقون نحو الهاوية حيث مرقدهم في قعر و منحدر يسقط شلال في الأعلى بعد أن تبدلت الأرض و باتت السماء أرجوانية إختفت منها كل النجوم و لم يعد لها قمراً!

لاحقاً عرف كل منهم في اليوم الخامس من مرقدهم الأخير بأن ما بقي على الأرض إلا زمرتهم!
ففي اليوم الثاني جائتهم تلك الكائنات في وشاحها الأسود تطعمهم ذلاً و زلالاً و تخبرهم عن ما حدث و تسكت عن ما سيحدث لهم

الأن بات الكل في إنتظار ثقيل ممل!

إسلام أبو بكر
القاهرة 
26 يناير 2014

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام