الرسالة!

بعد ٥٠٠ عام من الأن يقرر البشر الذهاب لأقرب مجموعة شمسية تبعد فقط ١٠ ألاف سنة ضوئية و قد تيقنوا حينئذ من أن الكوكب الثالث يصلح للحياه بل و به أشكال حياه بدائية، و لكنهم قد عرفوا بأن هذا ليس السيناريو على هذا الكوكب، فهذا الكوكب قد حدثت عليه كارثة من قبل و أشكال الحياة التي رصدوها ليسوا متأكدين بعد هل هي التي نجت أم أنها تبدأ من جديد بعد الكارثة.

بالفعل قام طاقم السفينة بالسفر بسرعة ٢٥٪ من سرعة الضوء و قاموا بالحفاظ على أجسادهم عن طريق الدخول في بيات بايوكيميائي عظيم يبطيء سرعة العمليات الحيوية بالجسم إلى ٥٪ فقط من الطبيعي و بذلك إذا كنت تكبر ٣٦٥ يوم كل سنة، فبهذا البات البايوكيميائي ستكبر ١٨ يوماً فقط.

بعد هبوط الطاقم على الكوكب بسلام، وجدوا هناك أطلال مدينة، فصاح أحدهم أنه يعرف تلك الأطلال، كان هذا الصائح إسمه كلارك،

***

في الصباح دخلت سيدة شقراء تحاول إيقاظ إبنها للحاق بميعاد المدرسة و بدأت في مناداة إسمه.

- كلارك، كلارك، هلم، لا نود التأخر مثل كل يوم، اليوم هو عيد ميلادك يا صغيري.

يفتح عينه كلارك على وجه أمه و يقول لها أنه قد حلم بأنه ذهب إلى كوكب أخر و كانت أطلال الكوكب هي مدينته التي يعيش فيها هو و أسرته اليوم

لحظات حتى دخل أخيه الكبير الغرفة و قال، لقد كنت معك في الحلم يا كلارك و لكنك لم تُكمل الحلم معنا، لقد أرسلنا رسالة إلى الأرض نخبرهم فيها بالأمر.

إندهش كلارك و سأل أخاه

- ماذا بعد قد حدث ؟

أخرج أخاه من جيب سترته هاتفه الذكي و قال، لم أنم منذ أن إستيقظت باكراً الليلة لأرى أن الرساله كانت قد تم إرسالها لي بالفعل على هاتفي و هي من مجهول و لكني أعرف اني انا من ارسلتها إلى الأرض في الحلم.

***

ساد صمت ثقيل

قبل أن يتسائل أخ كلارك سؤال نفسي بصوت عالي و يقول:

- كيف لي أن أحلم قبلك نفس الحلم، و أنت تحلم به بعدي بنفس الوتيرة و مع ذلك تخرج قبلي من الحلم، و كيف أفسر هذه الرساله على هاتفي.

***

في المساء جلس الأخوين سويا أمام التلفاز و كانت أمهما بجانبهما تحاول طوال اليوم حث الأخ الكبير على التذكر إذا هو الذي كان قد أرسل الرساله لنفسه فهذا اللغز بالنسبة لها هو الأكبر ولا ترى ما لم تعيشه معهم من تجربة و طوال الوقت كانت تقول أن الهلوسة كانت سيدة الموقف قطع حديثهما نشرة الأخبار و مؤتمر طاريء من ناسا تعلن فيها عن إستقبال أجهزتهم رسالة من الفضاء. كان نص الرساله هو نفسه الذي تلقاه الأخ الأكبر على هاتفه و هي نفسها الذي أرسلها للأرض في مهمته إلى هذا النظام الشمسي! نظر الأخوين للأم، و باتت هي الأخرى بدورها تنظر لهم في رعب و ذهول!