حقيقة الإيمان بالله، كيف ؟ ( 1 )


أحبائي الأعزاء
لا أكتب كثيراً إلا حين أجد ما يستحق الكتابة حقاً، و لذلك إن هناك في عقلي الكثير من الأفكار التي تعد مادة مهمة جداً إذ استخدمتها في حلقة نقاش أخرى و لكني أحب أن أنتقي لكم ما قد يهم كثيراً، و انا في إنتقائي غالباً أنتظر عملية تخمير الأفكار بشكل جيد كي أعرضها عليكم

و الأن، هذه نوت جديد أخرى و ذات طابع فلسفي كما عودتكم
قبل أن ابدأ بها أحب ان اوضح ان من ضمن مجالات اهتماماتي في الحياة هو الدين و البحث الدؤب في أصل الاديان و مقارنة الاديان و التفكير في فلسفات و معتقدات الإلحاد و العلمانية!

لذلك كان لي لقاء مع بعض الأصدقاء منهم الملحد و العلماني، فإن على المستوى الإنساني أحترمهم جداً طالما لم يتعدوا حدود اللياقة و السباب و انا بالمثل معهم، و كما قلت المستوى الإنساني أعم و أشمل كما نرى ...

ليس فقط ملحدين و علمانيين و لكن كان لي لقاء مع مسيحين أيضاً لم يسعني الحظ بعد للقاء أحد من اليهود أو اصحاب الفلسفات الشرقية كالبوذيه و الهندوسية، و عموما رغم تعمقي في كل هذا إلا أن تعرفي عليهم يزيدني علم و يقيناً بإيماني و لكن حذار.
انا قد صرت مدرب تدريب روحي قبل ان يكون تدريب فكري على ان اخوض في مثل هذه العواصف فإن كنت قارئي العزيز لا تتكيء على الايمان و الفكر السليم في دينك ايان كان فلا داعي أبدا للخوض بدون ان تكون متخصص بعض الشيء.

لن اطول عليكم اكثر من هذا فأسمع الكثير منكم ينوي شوائي حيا لطول مقدماتي دائماً

حقيقة الإيمان بالله
هي من أشد الامور جدلية و سأحاول ان ابسطها قدر الامكان على حلقتين نقاش

و هنا في الجزء الاول سأتكلم عن الضمير، و شمولاً لهذا فانا سأتكلم عن الضمير و العقل او التفكير، و لان الضمير يسبق العقل أو التفكير فسوف اخوض متبحراً في فلسفة الضمير وصولاً به الي الايمان بالله و في نهاية الجزء الثاني سوف افجر مفاجأه .... لن المح حتى لها الان سوف اكتفي بتذكيري ايها بكتابة ورقه صفراء للتذكره على مكتبي ....!!!!

منذ بضعه ايام سألت أحد أصدقائي ايهما ارقى و مسيطر العقل ام الضمير ؟
أجمع الناس على الضمير، ما هو مغزى سؤالي هذا حسناً سأقول لكم ما هو مغزاه و لكن يستوقفني هنا ردود أصدقائي فلقد اجمعوا على الضمير !
هذا زاد الأمر عسراً على كاهلي فلقد اعتقدت ان يكون الاجماع على العقل و لما جاء الاجماع على الضمير اخذت اسأل نفسي سؤالا ارهقني اكثر لماذا اجمعوا على الضمير ؟

حقيقة الامر لم افكر في هذا كثيراً حيث لقيت ضالتي في تفسير بسيط جدا الا و هو ان السؤال نفسه موجهة بذاته الى الضمير و لذلك جائت الاجابة من الضمير، و الان ما هو مغزى هذا السؤال

انه بحث حقيقي في معرفة طريقة وصولنا للاله و ايماننا به ايكون الضمير هو صاحب نصيب الاسد في الاستحواذ على كل حواس الايمان بداخلنا ام يكون العقل
اندرك الله و نؤمن به بضمائرنا ام بعقولنا ؟
قلت لكم ان اجابة اصدقائي هي الضمير و هذا لمعرفتي بهم فكانوا اناس مؤمنين بالله حقا و لان سألت احد من الملحدين مثلا لقال لي العقل ؟

اذن ماذا عن صحة هذا الكلام ؟
هل جعل الله مستقبلات الايمان به بداخل ضمائرنا و ليس عقولنا ؟
سؤال صعب و يستدعي التفكير فيه فعليا الست معي ؟
و لكني اقول لك هذا بطريقه نسبية صحيح فعلا ولكن هناك تكامل بين الضمير و العقل لاكتمال صوره الايمان كما سأوضح بعد قليل و لكن تعال اقيس لك صحة هذا الحديث ...

على مر الازمان منذ بدء نشؤ الدين و تطوره كان الانسان البدائي يستدعي الاله في كل كبائر و صغائر تفاصيل حياته و كان يبحث عنه بشتى الطرق و لقد اختلفت من بين كل الحضارات شكل تكوين هذا الايمان بالاله في صدور الناس مما جعل التصور من اصل واحد و لكن انبثقت ميثولوجيا طغت عليها عقلية الزمان و المكان الى ان ارشدنا الله طوال الطريق الى وجوده عن طريق ضمائرنا و انبيائه و خلائقة و كل ماهو ملموس و محسوس و غير ملموس و محسوس ندركه ( سأوضح تلك الجزئية في الجزء الثاني )

اذن فالايمان بالاله في الاصل يوجد بداخلنا و طريقة بحثنا عنه و احساسنا بالايمان و طلاقة قدرته تكون من داخلنا من الكون الساكن الكامن بالداخلنا اذن فماذا عن الدلالات ؟
جاء الله ليثبت هذا في القرأن و يقول { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ سورة ق ، الآية : 16 ] .
ماذا كان حبل الوريد اصلا الا انه جسدنا نفسه افي هذا اقرب من ذا القرب ؟

و دلالة هذه الايه عميقه جدا فيقول الله انه اقرب لنا من حبل الوريد هل هذا القرب منه نفسه او هو موجود فينا اصلا ؟
الحقيقة هما الاثنان معاً و لان الله متعالى على الازمان و الامكنه ولا يحده محدود فوجوده فينا من خلال روحة سر حياتنا و وجود ضمير طوال الوقت يستدعي تحفيز النفس في الايمان بالله

و لو كان هذا الكلام مغلوط فيه فكنا قد نجد ان بحث الانسان الاول عن الله كان قد ورد في شكل اخر غير الذي اجمعت كل الحضارات عليه و هو الاله القوي القادر

و ان تدخلت الاساطير و جعلت لله مستشارين و الهه ارضيين و سماويين و لكنهم جميعا جميعا اجمعوا على ان هناك من يحكم التعدد هذا من زيوس في الاغريق و الرومان و براهما في الهند و الفلسفات الشرقيه و امون او اله الشمس عند الفراعين و معتقدات التبت بالاله السماوي الحاكم الاعلى و قس على هذا جميع تلك المعتقدات

جاء الاسلام كي يتمم و يصحح التصور الايماني لله الواحد القوي الذي ليس له ولد ولا كفواً احد و لهذا كان الاسلام الدين الوحيد الذي خاطب الضمير الانساني بما يتفق مع العقل او التفكير و لهذا لنا عودة في الجزء الثاني ...

تحياتي
إسلام أبو بكر
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام