عندما يكفر المسلمون !


سريعاً لا أود ان أكتب كثيراً اليوم رغم أن الموضوع خطير جداً و لكني سأكتفي بالإشارة فقط لأني كتبت فيما مضى موضوع مشابه، كنت قد وعدت بعض الاصدقاء ان استكمل حوارا فلسفياً عن قضية فلسفية أخرى و لكن هذا ما سوف ارجئه ربما للمقالة التالية لا أعلم ....

اخذنا الأن نستبطن ظوار الدين، هل فهمتم ما اعني، دعني اشرح ثانية ....
من كل شيء هناك ظاهره و باطنه و يكون باطنه هو جوهرة و اصلة و فيه كنزه و علوم هذا الشيء .. و ظاهره دائما ما يكون خداع يخدع الابصار و القلوب، و لان ابصارنا في هذا العصر ضعفت و قلوبنا قد تعفنت من كثرة عبث المناخ حولنا فاخذنا لا نرى البواطن و نصنع من الظاهر باطن و نستبطنه فيصير فلسفة و علم و دين.

و في الإسلام و من اهم مبادئه و أولها هي الأركان الخمسة و أولها شهادة أن لا اله إلا الله و أن محمد رسول الله و بقينا في هذا العصر لا نفهم الركن الاول من الاسلام إلا على أنه مجرد كلمات يقولها كل منا و يصبح مسلم بشكل مطلق و يضمن الجنه، و لأن الثقافة الظاهرية عن الدين الأن هي التواكل فتواكل اغلب المسلمين على مبدأ انه لن يخلد في النار و لسوف يأخذ قدره من العذاب و من بعدها إلى جنة الخلود و هذا شيء أجده عسير على فهمي، فهل أتخذت عند الله عهداً ايها المتواكل كي تضمن الجنه لمجرد انك قلت الشهاده و انت لا تعي ماهي ...

إن الشهاده و الركن الأول هي علم و عمل و نحن ماشاء الله و تبارك الله ولا قوة إلا بالله معدومين من الأثنين ليس كمصريين فقط و لكن كعرب ايضاً فالتكاسل هو شهادتنا و علمنا و عملنا و التثائب و التمدد على المقاهي هي شغلنا الشاغل

نحن كفرنا بأول التشريعات و القوانين و النواميس الالهيه في القرأن و هي ( إقرأ ) ... أليس هذا كفراً واضح و صريح بأحد التشريعات الإلهيه و بأولها ان نعي و نفهم اول ركن من الاركان و ان يكون ديدن كل منا اول كلمه من كلمات القرأن ؟!

ذات مره كنت ذاهب لعملي و معي كانت رواية عزازيل ليوسف زيدان و هي روايه دسمه و رائعه حقاً و ما ان وصلت مكتبي حتى قال زميلي في العمل ما هذا الكتاب الذي اراني كل يوم تمسكه معك ذهاباً و اياباً فقلت له انه يحمل أسم عزازيل، فأستغرب الأسم و قال لي و ما معنى هذه الكلمه فقلت انها احد اسماء الشيطان، فأمتعص وجهة و كاد يخرج الرزاز من فيه مع بعض السباب و لكن لم يحدث الا انه قال أذهب إقرأ القرأن لعله أفيد لك!!!

ذهلت و لم اتكلم كيف له ان يقارن القرأن بكتاب او روايه و كيف له ان يضعه في نفس المصاف القرأن كتاب تعاليم و حياه و مرجعنا نحن كمسلمين و غير مسلمين ايضا إن ايقنوا هذا، و لكن الروايه هي روايه لا هي تشريع ولا ناموس حياه ولا اي من كل هذا و ذاك بل غنها أحد اشكال التعلم التي أمرنا بها الله في القرأن و اعتبر صاحبنا اني ارتكبت اثم لمجرد اني اقرأ روايه اسمها الشيطان، كان لابد لي من أن البس هيبز و اشطر شفتاي و اضع بإحداهما حلق و واحدا اخر على حاجبي كي أقنعه اكثر !!!

و لم يعلم صاحبنا أن القراءه هي من أصول دعوة الدين و ان العلم هو دافع الحياة و لكم من هنا ايات الله تذكركم عن واجبنا نحو القراءة و العلم

لقد أقسم الله في القرأن بالقلم فقال ( ن و القلم و ما يسطرون )
و رفع من قدر العلماء و العالمين و قال ( شهد الله انه لا اله الا هو و الملائكه و أولوا العلم )
و في صيغة استنكار قال ( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون )
و رفع الله من قدر العالم و قال ( يرفع الله الذين أمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات )
و حثنا على ان نتعلم و نعرف و قال ( قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق )
و أمرنا في كتابه بقوله ( و قل ربي زدني علماً )

و ايات كثيرات عن قدر العلم و التعلم و التعمق و ليس السطحيه و التسطيح الظاهر للعيان الان في عصرنا حتى عن الدين فبقى الدين الان يا اصدقائي مجرد لحيه و جلباب و حوقله و سبحه و زبيبة كختم النسر على الجبهة ...

و تواكل و اعتكاف اجوف و تصوف مهين لا هو تصوف ولا هو اعتكاف سأختم بقول الدكتور مصطفى محمود...
(( علينا أن نفهم القرأن قبل أن ندعي اننا من أهل القرأن ))

تحياتي
إسلام أبو بكر
5 / 1 / 2010
Islam Abou Bakr's Facebook profile

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نخاف من الله، هل الله مخيف؟!

الله لا يمكن أن يغير قوله لما يعتقدون بأنه يمكن

مسرحية الشيطان الهزلية المشهد الثاني ( ملائكة و شياطين ) الأفلام